شكل التنوع و الثراء الثقافي و اللغوي للبلد السمات البارزة التي ميزت فعاليات الاحتفال بالذكرى المزدوجة لليوم العالمي للغة الأم و أسبوع اللغات الافريقية (21-24 فبراير) التي جرت على مستوى بلدية إقلي (ولاية بني عباس) بمبادرة من المحافظة السامية للأمازيغية. و كانت هذه الفعاليات فرصة سانحة للتعبير عن الوحدة و التلاحم الوطني من خلال المشاركة القوية للعديد من الولايات في هذه الذكرى المزدوجة التي تميزت بعدة نشاطات ذات الطابع الاكاديمي و الثقافي و الفني, حسبما افاد به العديد من المشاركين. و في كلمة له قبل اختتام هذه الفعاليات, اكد الامين العام للمحافظة السامية للأمازيغية, سي الهاشمي عصاد, ان هذا النوع من التظاهرات يهدف الى تعزيز و تثمين التراث الثقافي للبلد وكذا اللغة الامازيغية الوطنية و الرسمية كإحدى المكونات و التنوع اللغوي في الجزائر. و في تصريح للصحافة, قال السيد عصاد ان هذه التظاهرة, التي كانت "ناجحة" بكل المقاييس, قد سمحت بتثمين مختلف انجازات المحافظة السامية للأمازيغية في تعزيز و تطوير اللغة الأمازيغية من خلال مختلف الأعمال الأكاديمية التي جسدتها المحافظة. اقرأ أيضا: اليوم العالمي للغة الأم .. إبراز دور التكنولوجيا في تعزيز التعليم متعدد اللغات و في هذا الصدد, أعلن المسؤول عن اصدار معجم كورنجي-عربي قريبا, و هي لهجة امازيغية يتكلم بها في منطقة تبلبالة (جنوب ولاية بني عباس), علاوة على معجم للمفردات الامازيغية في البلد و الذي جاء استكمال و اصدار 17 قاموسا سنة 2003 يضم مختلف فروع اللغة الامازيغية في البلد. كما اشار السيد سي الهاشمي عصاد الى استحداث جريدة الكترونية باللغة الأمازيغية بالشراكة مع وزارة الاتصال. أما في مجال البحث و الدراسات الاكاديمية, ستستمر المحافظة السامية للأمازيغية في دعم جهود الباحثين و الجامعيين في هذا المجال من اجل تثمين اعمال هؤلاء الباحثين التي تهدف الى تعميق المعارف الاكاديمية للتراث الثقافي الامازيغي, يضيف المتحدث. و تميز احياء الذكرى المزدوجة لليوم العالمي للغة الأم و اسبوع اللغات الافريقية بتنظيم العديد من النشاطات التي بدأت بإقلي من خلال عدة لقاءات حول مواضيع ذات صلة بالحصيلة النوعية و الكمية لتعليم الأمازيغية بالجزائر. و نشطت هذه اللقاءات من طرف خبراء من المحافظة السامية للأمازيغية و المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ و المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية حيث تلتها نقاشات بين المتدخلين و الجمهور الحاضر بقاعة الحفلات ببلدية إقلي. و علاوة على المعارض لمختلف الفنون و التراث الثقافي الامازيغي و المحلي, تم تنظيم عدة ورشات تكوين لفائدة تلاميذ بلدية إقلي في مجال كتابة السيناريوهات و تقنيات التصوير و اخراج افلام قصيرة بالإضافة الى الكتابة بالتيفيناغ و هذا بدعم من خبراء من المركز الوطني للسينما و السمعي البصري و اساتذة مختصين في تعليم الامازيغية. و سيشهد حفل الاختتام, الذي سيجري هذا الخميس, توزيع العديد من الجوائز على المشاركين.