أعلن مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال صعدت بشكل خطير منذ بداية العام الجاري من الاعتقالات بحق المقدسيين، مشيرا الى اعتقال 1340 فلسطيني من كافة فئات المجتمع المقدسي. و أكد مركز فلسطين أن الاحتلال يستخدم سياسة الاعتقالات المكثفة في القدس كعقاب جماعي لاستنزاف المقدسيين وردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة, والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى. و قال رياض الأشقر مدير المركز أن الاعتقالات المستمرة والمتصاعدة في القدس سياسة ممنهجة ومقصودة لاستنزاف المقدسيين وخلق واقع معيشي واقتصادي وأمني قاسى لدفعهم الى ترك منازلهم ومقدساتهم طواعية للاحتلال والهرب لإيجاد حياة امنة. و من بين المعتقلين خلال الاشهر الماضية الشاب المقدسي "على سمرين " وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث اعتقل في منطقة باب العامود, كذلك طفل مقدسي يعاني من أمراض في القلب والعمود الفقري بعد الاعتداء عليه بالضرب. كما جددت مخابرات الاحتلال قرار منع دخول الضفة الغربية لمحافظ القدس عدنان غيث حتى نهاية شهر يوليو المقبل, وذلك بعد اعتقاله لساعات والتحقيق معه, وجددت قرار منع خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من التواصل مع بعض الشخصيات وعلى رأسها شيخ الأقصى رائد صلاح ونائبه كمال الخطيب. و كشف مدير المركز الفلسطيني عن أن كثافة الاعتقالات من القدس تركزت في شهر ابريل الماضي , حيث وصلت حالات الاعتقال خلاله الى ما يزيد عن 750 حالة , بينهم 450 تم اعتقالهم بعد حصارهم داخل المصلى القبلي بالمسجد الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان و تم نقلهم في حافلات خاصة إلى مراكز التوقيف والتحقيق في القدس. و تم إطلاق سراحهم جميعا بعد ساعات أو أيام مقابل الإبعاد عن المسجد الأقصى لفترات مختلفة, وبعد الإفراج عن المعتقلين تبين إصابة العشرات منهم بجروح ورضوض مختلفة, نتيجة الاعتداء عليهم بالضرب والرصاص المطاطي ولم تقدم لهم سلطات الاحتلال أي علاج خلال فترة الاعتقال. و بين ذات المتحدث أن الاحتلال ونتيجة الاستهداف المكثف للمقدسيين قام باستحداث مراكز احتجاز أولية متنقلة وخاصة في منطقة باب العامود يحتجز المعتقل في "المركز المتنقل" لأكثر من ساعة, يتعرض خلالها للضرب وهو مقيد الأيدي والأقدام, قبل أن يتم نقله إلى مركز التحقيق, وكذلك تشكيل "وحدة خاصة" في مركز شرطة المسكوبية لاستقبال المعتقلين من شوارع القدس والتحقيق معهم. و أشار الأشقر إلى أن الاعتقالات في صفوف المقدسيين طالت 182 طفلا قاصرا بينهم 8 أطفال دون ال 12 من أعمارهم أصغرهم الطفلين محمد سنقرط (9 أعوام) والطفل داوود حجازي (11عاما) من قرية العيساوية شمال شرق القدسالمحتلة, وأجبرت غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم على دفع غرامات مالية مقابل الإفراج عنهم. كذلك طالت الاعتقالات 31 سيدة تم الإفراج عن معظمهن بعد التحقيق لساعات, فيما اعتقلت السيدة "عزيزة مشاهرة" والدة الأسيرين المقدسيين "فهمي ورمضان مشاهرة" أثناء زيارتهم في سجن شطة, واعتقلت المرابطتين "خديجة خويص" و"هنادي الحلواني" خلال تواجدهم في المسجد الأقصى, والسيدة "فداء الهدرة" من البلدة القديمة بالقدس أثناء مغادرتها للأقصى كما استدعت مخابرات الاحتلال زوجة الاسير إياد الياس ربيع من بلدة بيت عنان شمال غرب القدس للتحقيق في معسكر عوفر, كما طالت الاعتقالات فتاة كفيفة من منطقة باب العامود. و أوضح مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى, أن "الاحتلال لا يكتفي بأوامر الاعتقال للمقدسيين إنما يستهدفهم بعد إطلاق سراحهم بقرارات الحبس المنزلي, وكذلك فرض عقوبة الإبعاد عن الأقصى وعن المنازل, والغرامات المالية الباهظة" وقد صعد الاحتلال بشكل كبير من إصدار أوامر الإبعاد خلال العام الجاري. و قد رصد تقرير المركز اصدار الاحتلال (670) قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والشوارع والبلدات المحيطة به والقدس القديمة منذ بداية العام الحالي, كذلك أصدرت ما يزيد عن (63) قرار حبس منزلي بحق مقدسيين بين أيام وعدة أسابيع غالبيتهم من الأطفال, وأصدرت محاكم الاحتلال 32 قرار اعتقال إداري بحق مقدسيين معظمهم أسرى محررين أعيد اعتقالهم مرة أخرى, بينهم النائب المقدسي المبعد عن المدينة أحمد عطون والذي أعيد اعتقاله وتم تحويله للاعتقال الإداري. و طالب مركز فلسطين بضرورة تعزيز مقومات الصمود لدى المقدسيين لدعمهم في مواجهة إجراءات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من أهلها, وتوفير الدعم القانوني المكثف لأسرى القدس وخاصة فئة الأطفال والنساء, وتوثيق انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق المقدسيين والعمل على رفعها للمحاكم الدولية.