أكد أعضاء من الجالية الوطنية المقيمة بالسويد عزمهم على الانخراط والمساهمة في مسار التنمية الوطنية في كنف الجزائر الجديدة، معربين عن امتنانهم للسلطات العليا للبلاد التي تولي أهمية بالغة للتكفل بأبناء الجزائر في الخارج. فبالموازاة مع تحقيقها لاندماج تام مع المجتمع السويدي وتمكنها - خاصة فئة الشباب منها - من تقلد أعلى المناصب في شتى المجالات، يبقى تطلع الجالية الجزائرية لتنمية وطنها الأم، أسمى مبتغى. ومن بين أفراد الجالية الجزائرية الحريصة على التواصل الوثيق مع الوطن الأم والمساهمة في ترقيته وتنميته، الدكتور نبيل قادري، الاخصائي في علم المناعة بمعهد كارولينسكا للأبحاث بالعاصمة السويديةستوكهولم، الذي أبدى ارتياحه إزاء مرحلة التطور التي تشهدها الجزائر على أكثر من صعيد، على غرار مجال البحث العلمي. وقال نبيل قادري، الذي تابع دراساته بالجزائر قبل أن يستقر بالسويد، في تصريحات ل/واج : "نرغب في المساهمة في تطوير بلدنا لا سيما في المجال العلمي، خاصة في ظل رغبة السلطات في تطوير الأمور". من جهته، أظهر محمد بورنان، البروفيسور في علم الفيزياء بجامعة ستوكهولم، تمسك أبناء الجزائر و ارتباطهم ببلدهم، وهو الذي يقول انه "حاضر في كل مرة دعته الجزائر لتنشيط محاضرات علمية". ومنذ عام 2014، اصبح محمد بورنان عضوا في الأكاديمية الملكية السويدية للفيزياء التابعة للجمعية السويدية الملكية للعلوم التي تقوم بمنح جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد. وهو أول جزائري وعربي ومسلم ينتخب لدخول هذه الاكاديمية و ذلك نظير مساهمته في ميدان البصريات الكمية وتطوير مجال الكمبيوتر الكمي. أجرى بورنان دراسته بالجزائر قبل ان يحصل على شهادة الماجستير بالسويد. وهو منذ مارس الماضي عضو في المجلس الوطني للعلوم و التكنولوجيا، الموضوع تحت سلطة رئيس الجمهورية، و يضم 45 عضوا من مختلف الكفاءات المهنية والعلمية من داخل الوطن وخارجه، مهمته ترقية البحث الوطني في مجالات الابتكار التكنولوجي والعلمي. ويعد هذا المجلس، هيئة دستورية استشارية، مكلفة بترقية البحث الوطني في مجالات الابتكار التكنولوجي والعلمي، و اقتراح التدابير التي من شأنها تنمية القدرات الوطنية للبحث والتطوير التكنولوجي، وكذا تقييم فعالية الآليات الوطنية لتثمين نتائج البحث، خدمة للاقتصاد الوطني. من جانبه، أبرز المستشار الأول المكلف بالشؤون القنصلية بسفارة الجزائربالسويد، سوالمي خليفة، "العناية والأهمية الكبيرة" التي توليها السلطات الجزائرية للتكفل بالمواطنين الجزائريين بالخارج، وكذا الاهتمام الكبير الذي توليه الجالية الوطنية بالسويد، للنشاطات التي تسطرها السفارة وتنظمها من أجل تشجيع الحركة الجمعوية. وأوضح في هذا الإطار أنه تم وضع خارطة طريق تهدف إلى تلبية انشغالات الجالية والعمل على تحقيق الأهداف المسطرة، مع الالتزام ببرمجة لقاءات منتظمة للتقييم المرحلي والوقوف على مدى التقدم المحرز في انجاز المشاريع التي تم الاتفاق عليها مسبقا. وفي هذا الشأن، قال المتحدث أن الدائرة القنصلية بستوكهولم والتي تشمل السويد و ايسلندا، ترمي، في ظل تراجع وباء كوفيد-19 وتحسن الوضعية الصحية، إلى تنظيم لقاءات ونشاطات لصالح الجالية الجزائرية المقيمة بالسويد. وأوضح أن هذه النشاطات التي رحب بها أبناء الجالية المقدر عددهم بحوالي 7.000 فرد، "تهدف إلى تقريبها من بعضها البعض وخلق روح الأخوة والتضامن بينها ورص صفوفها وتقوية رباطها مع الوطن الأم لتمكينها من الانخراط والمساهمة في مسار التنمية الوطنية في كنف الجزائر الجديدة".