كرم المجلس الأعلى للغة العربية يوم الإثنين الباحث الجزائري في العلوم الفيزيائية والبصريات وعضو الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم, الأستاذ محمد بورنان. وبالمناسبة التي حضرها جمع من الأساتذة ووزراء سابقون, نوه رئيس المجلس الأعلى للغة العربية, عز الدين ميهوبي, ب"المشوار المشرف" للباحث الجزائري قائلا بأن محمد بورنان يعتبر من أؤلئك الذين حققو "نجاحا باهرا خارج الوطن باجتهاد كبير وإصرار ورغبة في تحقيق الذات العلمية والوطنية". وأضاف أن الدكتور بورنان كان قد انتخب بالاجماع عضوا في الاكاديمية الملكية السويدية للعلوم التي وصفها ب"أكاديمة الخالدين" باعتبار ان الذين ينتخبون فيها يظلون أعضاء فيها مدى الحياة. وأكد السيد ميهوبي وهو يعدد مناقب الباحث الجزائري بأن هذا الأخير "ما كان له لأن يكون كذلك لو لم يكن النابغة في التخصصات القليلة التي لم تكن متوفرة في الجامعة الجزائرية", مشددا في ذات الوقت على أن الاستاذ بورنان "يعتبر نتاج الجامعة الجزائرية". واستطرد رئيس المجلس في هذا السياق بالقول أن الباحث بورنان الذي يقود فريقا من الباحثين في عديد التخصصات بالأكاديمية, يعد من "العلماء والباحثين القلائل الذين أبقوا على التواصل مع بلدهم الاصلي وعائلاتهم, وهو من الذين يقولون أن ما نحققه في الخاارج علينا أن نفيد به وطننا كلما دعينا إلى ذلك". كما أشار الى أن تكريم هذه القامة العلمية الجزائرية هو بمثابة "تكريم للعلم والمعرفة عشية يوم العلم وتقديرا لجهوده واجتهاده الى أن تبوأ هذه المكانة المستحقة في إحدى أكبر الأكاديميات صيتا وسمعة". وعبر ذات المسؤول بالمناسبة عن "اعتزاز وفخر الجزائر بمثل هذه الشخصيات التي تمثل قدوة للاجيال وللنشء وتعبر على أن تلك النظرة السوداوية التي نحملها للمدرسة الجزائرية فيها الكثير من الغلطات التي يجب أن نصححها من خلال ابراز هؤلاء الذين هم نتاج هذه المدرسة والمجتمع الذي يؤمن بالعلم والمعرفة". بدوره, عبر الأستاذ بورنان عن شرفه وتقديره لهذا التكريم قائلا بأنه "فخور جدا باعتباره نتاجا للمدرسة الجزائرية وأنا أقولها دائما في السويد وفي الدول التي أزورها بصوت عال". وبخصوص عمله في الاكاديمية, ذكر الاستاذ بورنان بأنه مختص في الاعلام الآلي الكمي وهو تخصص جديد يجمع بين الفيزياء الكمية والرياضيات والاعلام الآلي, مؤكدا أن تطبيقاته "ستكون ثورية بالنسبة لمستقبل العلم والتكنولوجيا بعد 50 سنة او أكثر". وبخصوص عضويته في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم, عبر الباحث الجزائري عن فخره كجزائري وعربي ومسلم ازاء هذا المنصب, مبديا "إستعداده للمساهمة في تطوير البحث العلمي والمعرفة في الجزائر كلما دعي إلى ذلك" وكذا "المشاركة مع باحثين وعلماء من الخارج لنشر العلم والمعرفة في تشى الميادين, شريطة ان تلعب ثقافة المعرفة دورها الاستراتيجي من أجل تطوير البلاد". وحث الباحث الجزائري في نفس الوقت كل الشباب الجزائري على "التحلي بالروح الوطنية والعمل والتضحية من أجل الجزائر مثلما فعله الجيل السالف", مبرزا أن العلم "يحتاج الى التضحية بعيدا عن أية حسابات, خاصة في ظل توفر الامكانيات في الجزائر". ودعا في هذا السياق السلطات المعنية في الجزائر إلى "إعداد إطار قانوني خاص باطارت الدولة والباحثين والعلماء المقيمين في الخارج حتى يتسنى لهم خدمة بلادهم". للإشارة, إنتخب محمد بورنان عضوا في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم خلال جمعيتها العمومية في 12 نوفمبر 2014 وهو يشغل حاليا منصب استاذ معلومات الكم والبصريات بجامعة ستكهولم.