يرتقب أن تشهد السياحة الصحراوية بولاية جانت حركية كبيرة بعد فتح الخط الجوي باريس/جانت بعد وصول اليوم الأحد أول رحلة ضمن برنامج أسبوعي وعلى متنها عدد من السياح الأجانب، كما أجمع عليه متعاملون وفاعلون في قطاع السياحة والصناعة التقليدية بالولاية. ويشكل هذا الخط الجوي إضافة هامة للسياحة بالمنطقة من شأنها تسهيل تنقل السياح مباشرة إلى عاصمة الطاسيلي آزجر دون اللجوء إلى تغيير أكثر من رحلة للوصول إليها الأمر الذي سيفتح آفاقا مستقبلية واعدة للسياحة الصحراوية، خاصة في ظل توجهات سلطات البلاد إلى تطوير قطاع السياحة لتنويع مصادر الإقتصاد الوطني خارج قطاع المحروقات، بالإضافة إلى محورية هذا الخط الذي ستستفيد منه عدة ولايات أخرى على غرار تمنراست و إيليزي، حسب هؤلاء المهنيين. إقرأ أيضا: وصول أول رحلة جوية تربط باريس بجانت وأعرب سياح أجانب فور وصولهم إلى مدينة جانت في انطباعات لوأج عن سعادتهم بالتواجد فيها وتحقيق حلمهم بالوصول إلى هذه المنطقة السياحية الخلابة بالجنوب الجزائري والتي كانوا يشاهدونها فقط عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وعبروا بالمناسبة عن رغبتهم في زيارة عروس الطاسيلي التي تزخر بقدرات سياحية هائلة و التمكن من زيارة مناطق "تدرارات الحمرات" و"سفار" و"إهرير" و"إسندلان" والرسومات المنقوشة على الحجر. واستقبلت ولاية جانت منذ بداية الموسم الحالي للسياحة الصحراوية نحو 2.728 سائحا من بينهم 1.000 سائح أجنبي من مختلف الجنسيات و 1.728 سائحا وطنيا الذين استفادوا من رحلات سياحة عبر مختلف المناطق السياحة بجانت، حيث وفرت لهم كافة التسهيلات اللازمة لضمان راحتهم، حسب ما أوضح لوأج مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية جانت, الأمين حمادي. من جهته, قال رئيس النقابة الجهوية للوكالات السياحية طاسيلي (جانت), بن دحان بابة, أن الوكالات الناشطة والبالغ عددها 41 وكالة تواصل مساعيها لضمان الراحة للسياح من خلال توفير مرافق الإيواء وخدمات الإطعام والنقل، مشيرا الى أن أغلب الرحلات السياحية والمبيت تكون في الفضاءات المفتوحة، إلى جانب التنسيق مع المرشدين بخصوص تحديد المناطق المحددة للجولات السياحية. كما تسهر مختلف الوكالات السياحية على التنسيق المستمر مع الديوان الوطني للحظيرة الثقافية طاسيلي آزجر و مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالولاية لضمان استقبال أفضل لأفواج السياح، مثلما أشار اليه السيد بن دحان. وتتم عملية تحديد المواقع السياحية والأثرية، حسب رغبات السائح الذي يختار المسار السياحي، ويتم على أساسه وضع برنامج الرحلة وتوفير كامل الإمكانيات اللازمة، كما شرح ذات المتحدث. ويرى بدوره بوعلام جعرون، إعلامي ومهتم بالسياحة الصحراوية, أن هذا الخط يعتبر بادرة أولى في تحفيز الوكالات السياح مباشرة من أوروبا، مما يمكن - حسبه من إحداث تنافس سينعكس إيجابا على واقع القطاع بالولاية. وأشار السيد جعرون الى أن أصحاب الوكالات وساكنة المنطقة يعلقون آمالا "كبيرة" على خط باريس/جانت، مما يتعين - كما أضاف- بذل المزيد من الجهود لضمان استمراريته. وأعرب عدد من ساكنة المنطقة عن "ارتياحهم" لفتح هذا الخط الجوي ومن بينهم الشاب أحمد الذي يرغب في التسويق السياحي في جانت. وعبروا عن أملهم في استمرار هذا الخط الجوي، مما سيساهم في تطوير السياحة الصحراوية وتعزيز قدرات الإقتصاد الوطني. يذكر أن ولاية جانت كانت استقبلت برسم الموسم السياحي المنقضي (2022/2021) حوالي 1.222 سائحا أجنبيا يمثلون 26 جنسية وما لا يقل عن 13.735 سائحا وطنيا من مختلف مناطق الوطن، حسب معطيات مديرية السياحة والصناعة التقليدية.