تحتفل الشركة الوطنية سوناطراك بذكرى الإعلان عن تأميم المحروقات بتاريخ 24 فبراير 1971، ومعها حصيلة جد إيجابية تتميز بعدة اكتشافات لحقول جديدة والتوقيع على اتفاقات شراكة وإطلاق مشاريع استثمارية مع شركات عالمية في سياق دولي يشهد طلبا متزايدا على المحروقات. ويأتي هذا الاحتفال في سياق دولي خاص بالنسبة للشركة الوطنية للمحروقات حيث يتميز باكتشافات نفطية وغازية جديدة والتوقيع على اتفاقات وإطلاق استثمارات ضخمة، مما يعزز مكانة المجمع في السوق الدولية كممون آمن وموثوق للمحروقات. وخلال الفترة الممتدة بين 2020 و2022، تم تسجيل ما لا يقل عن 35 اكتشافا جديدا للمحروقات، منها 34 اكتشافا من طرف سوناطراك وحدها. إقرأ أيضا: الاحتفال بذكرى تأميم المحروقات: قطاع الطاقة بالجزائر حقق إنجازات هامة بالاعتماد على الكفاءة الوطنية ومن بين هذه الاكتشافات النفطية، اكتشاف حقل بمحيط تقرت يقدر بمليار برميل، ومحيط زملة العربي في حوض بركين، إضافة إلى اكتشاف الغاز المكثف في محيط حاسي الرمل بالأغواط. ويتمثل هذا الاكتشاف الكبير في خزان Lias Carbonaté -LD2- على مستوى محيط الاستغلال بحجم يتراوح بين 100 و 340 مليار متر مكعب من الغاز المكثف، وهو ما يشكل "واحدة من أكبر عمليات إعادة تقييم الاحتياطيات للسنوات العشرين الماضية". هذا وقد حققت سوناطراك اكتشافا نفطيا هاما بحاسي إيلاتو بمنطقة السبع في ولاية أدرار، حيث يشير التقدير الأولي إلى حجم اكتشاف يفوق 150 مليون برميل. ويأتي هذا الاكتشاف بعد 28 سنة من آخر اكتشاف للنفط في رقعة السبع سنة 1994. وقد أعلنت سوناطراك عن نجاحها في تقييم بئرين نفطيين، لاسيما بئر الاستكشاف في محيط العوابد، الواقع بولاية البيض على بعد حوالي 158 كم غرب حاسي الرمل، وبئر ترسيم في محيط تقرت شرق 1 (شمال حقل حاسي مسعود). وسمحت اختبارات الإنتاج هذه بتأكيد حجم الاحتياطيات في حقل النفط الخام والغاز. سوناطراك، أداة قوية تسمح للجزائر بممارسة سيادتها الوطنية وبفضل الاحتياطيات الكبيرة من الغاز الطبيعي والزيادة الأخيرة في حجم الإنتاج، تطمح الشركة الوطنية للمحروقات لأن تصبح "أحد أهم مصادر إمدادات الغاز في العالم". وتجدر الإشارة إلى أن الإنتاج الإجمالي للغاز الطبيعي يتجاوز حاليا 130 مليار متر مكعب، منها أكثر من 50 مليار متر مكعب مخصصة للتصدير، في حين تقدر قدرات التمييع بأكثر من 30 مليار م3/سنة مع وجود 4 مجمعات للتمييع. وفي هذا الصدد، كان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد أمر لدى وقوفه عند جناح الصناعات البترولية التابع لمجمع "سوناطراك" بمعرض الإنتاج الجزائري، مسؤولي المجمع برفع الإنتاج للوصول إلى 100 مليار م3 من الغاز موجه فقط للتصدير. وكان رئيس الجمهورية قد أكد أن شركة سوناطراك تعد "من الأدوات القوية التي تسمح للجزائر بممارسة سيادتها الوطنية" و"الدرع الذي يحمي الجزائر". إقرأ أيضا: أدرار و تيميمون : منشآت طاقوية واعدة تعزز إستراتيجية الأمن الطاقوي بالجزائر وعلى هذا الأساس، خصصت سوناطراك ميزانية كبيرة للاستثمار بحلول عام 2026، بقيمة إجمالية تبلغ 40 مليار دولار. ويشمل هذا المبلغ، حسب الرئيس المدير العام لسوناطراك، توفيق حكار، عدة استثمارات في مجالي الاستكشاف والإنتاج، بهدف زيادة الإنتاج على المدى القصير والمتوسط وإعداد مجموعة من المشاريع المستقبلية، خاصة في مجال الغاز الطبيعي. كما تعتزم سوناطراك، في إطار خطتها الاستثمارية، تخصيص أكثر من 7 مليارات دولار لمشاريع التكرير والبتروكيماء وتمييع الغاز. هذا وينبغي على سوناطراك أن تضطلع بدور رائد في مجال تطوير صناعة مستقبلية منخفضة الكربون، تكون قائمة على الهيدروجين الأخضر مثلا أو مستخدمة للطاقة الكهروضوئية، بحيث تشكل مصادر الطاقة هذه محركا هاما للتنمية في الجزائر.