أدان مناهضو التطبيع بالمملكة المغربية مشاركة شركات تابعة للكيان الصهيوني في معرض دولي للفلاحة بمكناس، معتبرين هذه الخطوة التطبيعية خذلانا للشعب الفلسطيني، ومن شأنها تشجيع الاحتلال الصهيوني على الاستمرار في عدوانه في حق الشعب الفلسطيني. و استنكرت "المبادرة المغربية للدعم والنصرة", في بيان لها, مشاركة مجموعة من الشركات الفلاحية الصهيونية,قائلة: "في سابقة خطيرة, افتتح بمدينة مكناس المعرض الدولي للفلاحة, برفع لأعلام الكيان الصهيوني في عدد من الأروقة, حيث تشارك عدد من الشركات الفلاحية الصهيونية, التي يرتبط عدد منها بجيش الحرب الصهيوني". و تأتي استضافة هذه الشركات الصهيونية -وفقا لذات البيان- في إطار مسلسل الهرولة والتطبيع والاختراق الذي يسعى الصهاينة من خلاله للتحكم في موارد الأمن الغذائي بالمغرب, وذلك بعد فتح الباب أمامهم بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات. و استنكر مناهضو التطبيع, في البيان, ما "أقدم عليه المسؤولون بالمغرب من استضافة الصهاينة والسماح بحضورهم وهم المعروفون بجرائمهم النكراء كان آخرها ما تسبب فيه الاحتلال الصهيوني على اثر استشهاد الأسير الشيخ عدنان خضر رحمه الله". و اعتبروا هذه الخطوة التطبيعية "خذلانا للشعب الفلسطيني ومن شأنها تشجيع الاحتلال الصهيوني على الاستمرار في عدوانه وهو الذي يرتكب جرائم حرب في حق المدنيين, حيث يشن هجوما بالطائرات الحربية على المدنيين في غزة الصامدة". و دعا مناهضو التطبيع في ذات البيان زوار المعرض وخاصة مهنيي قطاع الفلاحة والزراعة إلى مقاطعة أروقة الشركات الصهيونية, وعدم التعامل معهم وفاء لفلسطين والمسجد الأقصى المبارك. كما وجهوا نداء "لكل القوى المجتمعية وأحرار مدينة مكناس إلى التعبير عن احتجاجهم ضد هذه الخطوة التطبيعية التي تسيء للمدينة والتي تهدف الى تحقيق التطبيع المجتمعي مع العدو الصهيوني". من جهتها ,أدانت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع بمكناس, بأشد العبارات, في بيان, استمرار المسؤولين المغاربة في منحى التطبيع والتمكين للاجتياح الصهيوني للمغرب وذلك عبر مختلف الأشكال السياحية والتربوية وآخرها الفلاحية عبر الإعلان جهارا عن مشاركة الصهاينة في معرض دولي للفلاحة بمكناس. و نددت "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" -في ذات البيان- بتمكين "المجرمين الصهاينة من أي شبر من المغرب ومن جناح بالمعرض الدولي بمكناس", كما استنكروا "حالة الانفصام لدى المسؤولين المغاربة الذين لازالوا مصرين على احتضان كيان ضد إرادة الشعب المغربي". و حذر المناهضون "مرة أخرى من تلك الهرولة نحو الصهاينة والتي بات المخزن المغربي لا يفوت الفرصة للإعلان عنها عبر فتح كل المجالات الحيوية بالمغرب", رافضين لتواجد "مجرمي الحرب في أي نشاط مغربي أو عالمي بالبلد". و في ختام البيان الاستنكاري, دعا مناهضو التطبيع, كل القوى الحية بالمملكة المغربية الى الانخراط الفوري في مواجهة سرطان التطبيع ومناصرة الشعب الفلسطيني, موجهين تحية لكل الغيورين المناصرين للقضية الفلسطينية العادلة و الرافضين لكل أشكال التطبيع. و في ذات السياق, دعت هيئات مدنية وسياسية مغربية الجهات المسؤولة لإبعاد الشركات الصهيونية بشكل فوري عن المشاركة في المعرض المذكور. و أكدت هذه الهيئات, في بيان صادر عنها, على "أهمية تطهير التراب الوطني من أي تواجد لأدوات الكيان الصهيوني المغتصب", وعبرت عن إدانتها "للاعتداءات الصهيونية الإرهابية الموجهة ضد الفلسطينيين ومقدساتهم الدينية, وخاصة المسجد الأقصى المبارك". و قد نددت حركات ومنظمات مختلفة بما في ذلك حركة التوحيد والإصلاح بمكناس, والنسيج الجمعوي بمكناس, وحزب العدالة والتنمية, والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب, ومنظمة التجديد الطلابي, وشبيبة العدالة والتنمية, وجمعية محامي العدالة والتنمية, والفضاء المغربي للمهنيين, المشاركة الصهيونية في هذا المعرض الدولي. و أكدت الهيئات في بيان مشترك, مواقفها الثابتة في نصرة القضية الفلسطينية, وعبرت عن بالغ الأسى والسخط بسبب مشاركة الكيان الصهيوني في المعرض الدولي للفلاحة، واعتبرت هذا الأمر اعتداء ممنهجا ومسا خطيرا لكرامة المغاربة الذين يرون في القضية الفلسطينية قضية وطن. و أكد البيان عزم الهيئات على مواصلة مقاومة جميع أشكال التطبيع, بمساعدة القوى الحية والشعب المغربي. للإشارة فقد تصاعدت التحذيرات بالمملكة المغربية من خطط الكيان الصهيوني الذي تغول وأضحى يستنزف خيرات البلاد دون حسيب او رقيب, في وقت لم تعد الدولة وصية على المجال الفلاحي منذ التطبيع, حيث يرى المغاربة ومناهضو التطبيع بالخصوص أن الأمن الغذائي المغربي في خطر بعد الشراكات التي جرى توقيعها مع شركات صهيونية, مع استفرادها ببعض الامتيازات. لكن يبدو ان المخاوف بدأت تصبح واقعا امام تعنت حكومة المخزن في استمرارها التطبيع رغم رفض الشارع المغربي.