اعتبرت الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية, الاعتداء الذي تعرض له المعتقل السياسي الصحراوي السابق والناشط الحقوقي, رشيد الصغير, "جريمة متكاملة الأركان", انتقاما من مواقفه السياسية المناهضة للاحتلال المغربي ونشاطه الحقوقي المدافع عن حقوق المدنيين الصحراويين العزل. وقالت اللجنة -في بيان- أنها أطلعت على مجموعة من صور الاعتداء "الفظيع والخطير الذي تعرض له رشيد الصغير بالقرب من منزل عائلته بمدينة الداخلة المحتلة منذ أيام, والذي تسبب له في جروح غائرة على مستوى الوجه و إصابة بالغة على مستوى اليد, ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى خاص بمدينة العيون المحتلة". و أوضحت أن الحقوقي الصحراوي أكد لها في اتصال أجرته معه بأن "الاعتداء الوحشي الذي نفذه ثلاثة مستوطنين مغاربة مدججين بالأسلحة البيضاء, كان متعمدا, حيث وفور رؤيته, قامت المجموعة المعتدية باعتراض سيارته وقطع الطريق عليه, كما أكد أنه سمع أحد المستوطنين وهو يشير له ويؤكد أنه الشخص المستهدف, قبل أن يتم الاعتداء عليه", محملا نظام الاحتلال المغربي المسؤولية الحقيقية عما تعرض له. وعبرت الجمعية عن تضامنها "الكامل والمطلق" مع الناشط الصحراوي رشيد الصغير, محذرة المنتظم الدولي والهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان "من خطورة ما يتعرض له النشطاء الصحراويون المدافعون عن حقوق الإنسان من ممارسات انتقامية خطيرة". وطالبت بالتدخل الفوري من أجل حمايتهم وكافة المدنيين الصحراويين العزل من "سياسات أجهزة الاحتلال المغربي القمعية وجرائم الجلادين والمستوطنين المدفوعين والمحميين من طرف تلك الأجهزة". وكانت وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات الصحراوية قد شجبت أمس الأحد محاولة اغتيال رشيد الصغير و اعتبرتها "جريمة مكتملة الأركان", هدفها تصفية الصحراويين المطالبين بالحرية والاستقلال. و أبرزت الوزارة أن "هذه الجريمة وباقي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية تشكل في مجملها جرائم إبادة" ترتكب في حق المدنيين الصحراويين في ظل احتلال للأرض وممارسات ممنهجة تستهدف كل من يطالب بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال, ومن ضمنهم المناضل رشيد الصغير, الذي أعلن جهارا نهارا عن رفضه الاحتلال المغربي وعن تنديده بسياسة الاستيطان وباستمرار الاحتلال المغربي في نهب وسرقة الثروات الطبيعية للصحراء الغربية المحتلة. من جهتها, نددت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان ب"استمرار سلطات الاحتلال المغربية الجبانة في مسلسل العدوان والانتقام ضد المواطنين والنشطاء الصحراويين, وتصفيتهم بأبشع الممارسات الاجرامية". كما أعربت منظمة "شمس الحرية" لحماية المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان, عن قلقها "البالغ" ل"تزايد الاعتداءات المغربية على النشطاء والحقوقيين الصحراويين في الاجزاء المحتلة من الصحراء الغربية, لا سيما محاولات التصفية الجسدية التي تستهدف كل من يحاول فضح انتهاكات المسؤولين المغاربة".