قال المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان، إن هجمات جيش الاحتلال الصهيوني الجوية والمدفعية الدموية على قطاع غزة حولته إلى حفرة من الجحيم ينتشر فيها الموت والدمار في ظروف إنسانية بالغة التعقيد ومن دون أي خدمات أساسية للحياة. و أوضح المرصد الأورو-متوسطي، في بيان له اليوم السبت، أنه وثق استشهاد 14 فلسطينيا على الأقل بمعدل كل ساعة في اليوم الثامن للعدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي تضمن حتى الآن إسقاط أكثر من 6 آلاف قنبلة على القطاع المكتظ بأكثر من مليوني نسمة. و ذكر البيان أن الهجمات الجوية والمدفعية للاحتلال على كافة أنحاء القطاع تسببت بإبادة ما لا يقل عن 82 عائلة فلسطينية قضى 5 أشخاص على الأقل من أفرادها في عمليات قتل جماعي مروعة. و بحسب توثيق المرصد الأورو-متوسطي، استشهد ما لا يقل عن 2370 فلسطينيا من بينهم 721 طفلا و 390 امرأة، بينما أصيب 9250 أخرين بجروح مختلفة، أكثر من نصفهم اطفال ونساء. و أوضح أن المدنيين في غزة من دون أي ملجأ وينزحون من الموت إلى الموت في واقع غير إنساني في وقت تنعدم خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والانترنت وانعدام غير مسبوق وبالغ الخطورة للأمن الغذائي، مشيرا إلى أن الجيش الصهيوني نفذ منذ السبت الماضي آلاف الضربات الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياء سكنية ومبان متعددة الطوابق مأهولة بالسكان في قطاع غزة. و وثق المرصد الحقوقي الأوروبي تدمير هجمات جيش الاحتلال 2650 مبنى سكني وتضرر نحو 70 ألف وحدة سكنية بشكل بالغ وجزئي، بينما تم تدمير 65 مقرا حكوميا، فضلا عن إلحاق دمار بما لا يقل عن 71 مدرسة، وتدمير 145 منشأة صناعية، و61 مقرا إعلاميا، وهدم 18 مسجدا، والتسبب بدمار بعشرات المساجد وكنائس أثرية قديمة. كما أكد المرصد نزوح أكثر من 820 ألف شخص إلى مدارس ومرافق إيواء تابعة للأمم المتحدة ومدارس حكومية وأقارب وجيران لهم، علما أن أكثر من 450 ألف شخص نزحوا بعد تدمير أو تضرر منازلهم في الغارات الصهيونية. و في غياب أي ملجأ آمن، نزح عشرات ألاف المدنيين إلى مقرات المستشفيات للاحتماء من هجمات الكيان الصهيوني، منهم أكثر من 35 ألف شخص إلى مجمع الشفاء الطبي وحده، إضافة إلى أن إنذارات الإخلاء للمدنيين في غزة تمت حتى من دون إعلان وقف الغارات والهجمات الجوية وفي غياب أي ضمانات للسلامة أو العودة، بما يرقى إلى مستوى جريمة حرب تتمثل في الترحيل القسري. و أعرب الأورو-متوسطي عن بالغ استنكاره للاستهداف المتعمد لمدنيين نزحوا من منازلهم بشكل قسري بعد ترهيبهم وإنذارهم من الجيش الصهيوني بما يشكل ممارسة علنية لعمليات نقل قسري خارج القانون الدولي. و طالب المرصد بتحرك دولي فوري يضمن إمدادات الكهرباء والمياه والاحتياجات الأساسية في غزة، ورفع الحصار الصهيوني غير القانوني المفروض على القطاع منذ عام 2006 والذي يعد سببا رئيسيا في الصراع الحاصل الآن. و شدد على أن استمرار العقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة يرتقي إلى مستوى جريمة حرب في وقت أن سلطات الاحتلال ملزمة بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين بموجب القانون الدولي. و في ضوء كل ما يجري، تساءل المرصد الأورو-متوسطي عن موقف المحكمة الجنائية الدولية التي فتحت منذ عامين تحقيقا في الوضع في الأراضي الفلسطينية وتشمل ولايتها الجرائم بموجب القانون الدولي بما في ذلك ما يحدث في غزة.