قالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن مساعي الكيان الصهيوني لترحيل سكان قطاع غزة من الشمال نحو الجنوب "ضرب من ضروب الجنون", مؤكدة ان نصف سكان غزة اليوم نازحون في مراكزها للجوء, كما أكدت أن شروط العمل الاغاثي الانساني في القطاع غير متوفرة اطلاقا في غزة, خاصة بعد انهيار الهدنة الانسانية الجمعة الماضي. و في تصريح ل/ وأج, ذكر المتحدث باسم " الأونروا", كاظم ابو خلف أن الجيش الصهيوني طالب في الثالث من ا الشهر الجاري بإخلاء مدينة خان يونس من 20 في المائة من سكانها الذين يبلغ تعدادهم حوالي 117 الف مواطن, مشيرا الى ان 34 مدرسة التي توجد في المدينة اصبحت مراكز لجوء لحوالي 215 الف مواطن, منبها الى أن هذه الارقام تقريبية في ظل انعدام معلومات وافية حول حركة السكان. و المطلوب - يضيف كاظم ابو خلف-" ان يذهب هؤلاء السكان من الشمال نحو الجنوب", متسائلا " كم سيتحمل جنوب القطاع يا ترى ", مردفا " نقل كل سكان قطاع غزة من الشمال نحو الجنوب ضرب من ضروب الجنون". و بلغة الارقام, افاد السيد كاظم ابو خلف بأن عدد النازحين في مرافق الاونروا وصل الى مليون و 200 الف مواطن, اي ان نصف سكان القطاع اصبحوا نازحين اليوم في مراكز الأونروا. كما افاد بأن " عدد الضحايا من عمال الاونروا (...) بلغ لحد الساعة 130 موظفا 40 منهم سقطوا في جنوبغزة "في منطقة يفترض انها "امنة" حسب وصف الكيان الصهيوني", لافتا الى أن هذا العدد من الضحايا هو اعلى خسارة في الارواح في تاريخ الاونروا منذ انشائها عام 1945 . و ابرز, في السياق, ان 82 من منشئات الاونروا قد تضررت في 120 حادثة منفصلة, 30 مرفق منها تضرر بشكل مباشر و 55 تضرر بشكل غير مباشر, ما نجم عنه سقوط 222 ضحية مدنية من النازحين و جرح 911 اخرين. تحذيرات من انهيار النظام المدني في قطاع و تابع يقول: " بالمعدل العام لدينا 10 الاف من السكان في كل مركز من مراكز الأونروا, و الكثير منهم من اصحاب الاعاقات الى جانب الالاف من النساء الحوامل", مضيفا " الوضع في غاية الصعوبة.. لدينا 126 فريق طبي متنقل يقدم ما بين 9 و 10 الاف استشارة طبية في اليوم الواحد لكن الاستشارات الطبية محدودة, في ظل الحاجة الى الادوية و المراكز الصحية ", مشددا على "ضرورة الحفاظ على النظام المدني في قطاع غزة و منعه من الانهيار" . كما ابرز المتحدث باسم الاونروا, أنه بعد انهيار الهدنة الانسانية و استئناف العدوان على غزة عادت المنظمات العاملة في مجال العمل الانساني الى المربع الاول, قائلا: " عدد ضئيل جدا من الشاحنات يدخل الى قطاع غزة عبر معبر رفح في كل يوم, بمعدل 100 شاحنة في اليوم الاول و الثاني و الثالث", منبها الى الشح الكبير في كمية الوقود الذي دخل و تم توزيعه على محطات تحلية المياه, المخابز و بعض مراكز الاونروا, و الذي لا يكفي ابدا في ظل النزوح المستمر. و أوضح بهذا الخصوص: "شاحنات المساعدات تتكدس على الجانب المصري بمعبر رفح و تدخل ببطء شديد, جراء التفتيش من الجانب الصهيوني", مؤكدا أن 176 شاحنة من شاحنات الاونروا و المحملة بالمواد الغذائية و البطانيات و حفاظات الاطفال و مياه الشرب و غيره من انواع المساعدات لم يدخل منها الى غزة الا ثلاث او اربع شاحنات فقط . وشدد المتحدث باسم الاونروا في الاخير على ان "شروط العمل الاغاثي الانساني غير متوفرة, خاصة و أن المساعدات لا تتدفق بشكل مستمر و دون معوقات كما يتوجب, و لا توجد مناطق امنة معروفة للجميع حتى و ان كان الجانب الصهيوني يصف بعض المناطق ب"الامنة" ", مردفا: "المناطق الامنة في العرف الدولي هي مناطق يجب أن تتفق عليها كل اطراف النزاع". و مضى يقول": " كمؤسسات انسانية و أممية لا توجد لدينا مناطق "امنة" في غزة و ممرات نشعر فيها بالأمان على طواقمنا في ظل استمرار اطلاق النار", مؤكدا على" ضرورة توفر شروط تقديم الخدمات الانسانية الاغاثية و ووقف اطلاق النار".