حذرت الأممالمتحدة من أن النقص المقلق في الغذاء, وسوء التغذية المتفشي والانتشار السريع للأمراض, هي عوامل قد تؤدي إلى "انفجار" في عدد الشهداء الأطفال في قطاع غزة الذي يتعرض الى عدوان صهيوني همجي منذ السابع اكتوبر الماضي, حسب ما أوردته مصادر إعلامية اليوم الثلاثاء. وقالت وكالات الأممالمتحدة إن الغذاء والمياه النظيفة أصبحا "نادرين جدا" في القطاع الفلسطيني المحاصر, و إن جميع الأطفال الصغار تقريبا يعانون أمراضا معدية. وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسف تيد شيبان, إن غزة على وشك أن تشهد "انفجارا" في عدد الشهداء الأطفال "الذي يمكن تفاديه", ما من شأنه أن يضاعف مستوى الشهداء الأطفال "الذي لا يطاق أصلا". ويتأثر ما لا يقل عن 90 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة في غزة بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية, وفق تقرير صادر عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي. وكان 70 بالمائة قد أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين, أي بزيادة قدرها 23 ضعفا مقارنة بعام 2022. من جهته, قال المكلف بالأوضاع الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايك رايان, إن "الجوع والمرض مزيج قاتل", مضيفا أن "الأطفال الجائعين والضعفاء والمصابين بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. والأطفال المرضى, خصوصا منهم المصابون بالإسهال, لا يمكنهم امتصاص العناصر الغذائية جيدا". ووفقا لتقييم الأممالمتحدة, فإن أكثر من 15بالمائة من الأطفال دون سن الثانية, أو واحد من كل ستة أطفال, يعانون "سوء تغذية حادا" في شمال غزة وهم محرومون بالكامل تقريبا من المساعدات الإنسانية, مشيرة إلى أن هذه البيانات جمعت في يناير الماضي, ويرجح أن يكون الوضع حاليا "أكثر خطورة". وفي جنوب قطاع غزة, يعاني 5 بالمائة من الأطفال دون سن الثانية سوء تغذية حادا, وفقا للتقييم. في السياق ذاته أكدت الوكالات الأممية أن "هذا التدهور في الوضع الغذائي" لشعب خلال أربعة أشهر هو أمر "غير مسبوق على مستوى العالم". ويشن الاحتلال الصهيوني عدوانا همجيا ووحشيا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي, ما ادى إلى استشهاد 29029 فلسطيني و إصابة 69028 آخرين, فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.