أخفق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، في تمرير مشروع قرار تقدمت به الجزائر من أجل وقف "فوري" لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد استعمال الولاياتالمتحدةالأمريكية لحق النقض "الفيتو". واستخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض ضد مشروع قرار الجزائر، الذي يطالب "بوقف إنساني فوري لإطلاق النار ينبغي أن يحترمه جميع الاطراف"، ويرفض "التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين"، مع العلم أنه حصل على تأييد 13 عضوا في مجلس الأمن، مقابل اعتراض عضو واحد، وإحجام عضو آخر عن التصويت وهو مندوب بريطانيا. ويشار إلى أنها المرة الثالثة التي تستعمل فيها واشنطن حق "الفيتو" منذ بدء عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، في 7 أكتوبر الماضي، حيث سبق لها أن استعملت حق النقض مرتين قبل الآن. فبينما يسعى العالم إلى إيقاف العدوان الوحشي على قطاع غزة والعمل على التوصل إلى السلام هناك، أحبطت الولاياتالمتحدةالأمريكية، المساندة للكيان الصهيوني، كل الجهود الدولية، عن طريق استخدام حق "الفيتو" ضد قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى "هدنة إنسانية" في غزة، شهري أكتوبر وديسمبر الماضيين. ويأتي فشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار الجزائر، رغم دق مختلف الدول والمنظمات والهيئات الحقوقية والإنسانية الدولية ناقوس الخطر، حيث ارتفعت الحصيلة غير النهائية لعدوان الاحتلال الصهيوني المستمر على قطاع غزة، لليوم ال137 على التوالي، إلى 29 ألفا و195 شهيدا و69170 جريحا. وخلف العدوان الذي يمعن الاحتلال الصهيوني في تكريسه، منذ أكثر من أربعة أشهر، كارثة إنسانية غير مسبوقة وتسبب بنزوح أكثر من 85 في المئة من سكان القطاع، وهو ما يعادل 9ر1 مليون شخص، وفق بيانات صادرة عن السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة، في وقت يهدد مسؤولو الكيان الصهيوني بشن عملية عسكرية برية على مدينة رفح، جنوبي القطاع، الأمر الذي يعرض للخطر حياة أكثر من 4ر1 مليون نازح فلسطيني.