جددت منظمات غير حكومية دولية التحذير من استحالة العمل في قطاع غزة في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع و تمعنه في ممارساته الهمجية, معتبرة أن هذه العمليات "ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية". وتأتي تصريحات المنظمات بعد أيام من مقتل سبعة أعضاء في منظمة "المطبخ المركزي العالمي" (وورلد سنترال كيتشن) في غارات صهيونية على قطاع غزة المحاصر. وعقد ممثلو منظمات غير الحكومية العاملة في غزة (أطباء بلا حدود, أوكسفام ,أطباء العالم, منظمة أنقذوا الأطفال) مؤتمرا صحافيا أمس الخميس عبر تقنية التحاضر عن بعد, أدانوا فيه سلوك الاحتلال الهمجي في عدوانه على غزة. وقالت ممثلة أطباء بلا حدود ,إيزابيل ديفورني, أن استهداف عمال الإغاثة "ليس مفاجئا لأننا شهدنا على مدى ستة أشهر السلوك الصهيوني في شن حرب ضد سكان محاصرين بالكامل, محرومين من الغذاء ويتعرضون لقصف مكثف", مضيفة أنه "قد تصبح غزة تدريجيا غير صالحة للحياة البشرية". وبخصوص عملياتها الانسانية في القطاع, أوضحت ديفورني أنها ,"لا تخطط للمغادرة في هذه المرحلة حتى لو كان هذا السؤال يطرح يوميا", موضحة أن "شروط تقديم المساعدة الإنسانية غير مستوفاة ولكن لن نتوقف عن العمل في غزة حيث يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود 300 متعاون فلسطيني, بالإضافة إلى عدد من الأجانب". وذكرت بأن محكمة العدل الدولية دعت الكيان الصهيوني إلى "اتخاذ جميع التدابير لمنع الإبادة الجماعية, لكنه حتى الان يفعل العكس ويواصل منع المساعدات الإنسانية من الوصول وتدمير بنى تحتية حيوية, مثل ما قام به مؤخرا من استهداف حياة عمال +المطبخ المركزي العالمي+ وتدمير مستشفى الشفاء". وأضافت أن "أي دولة تقدم الدعم العسكري للاحتلال الصهيوني هي فعليا متواطئة أخلاقيا وسياسيا في ما يرقى بنظرنا إلى مستوى الإبادة الجماعية". من جهته, ذكر سكوت بول من منظمة "أوكسفام" -التي يعمل فيها 26 شخصا في غزة: "في حين يعيش سكان شمال قطاع غزة على أقل من 245 سعرة حرارية في اليوم, أي أقل من علبة فاصوليا, فإن المنطقة يجب أن تكون منطقة يتم فيها بذل الجهود لمنع المجاعة, لكنها بدلا من ذلك تصبح منطقة حرة لإطلاق النار",مضيفا :"لقد أثار الهجوم على قافلة + المطبخ المركزي العالمي+ غضبا لم نشهده منذ ستة أشهر" و اعتبر أن هذا الهجوم "ليس حالة شاذة, بل قتل بالفعل أكثر من 200 عامل في المجال الإنساني, إنه أمر ممنهج". و كان الأمين العام لمنظمة "أطباء بلا حدود" قد أكد على حاجة السكان في غزة الى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار, قائلا : "لقد استغرق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقتاً طويلاً قبل أن يقبل قرار وقف إطلاق النار. والآن يتعين عليهم التأكد من أن هذا ليس عملا مسرحيا سياسيا لا معنى له". و اعتبر أن منظمات الأممالمتحدة تقود جهود الإغاثة في الميدان و أن وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) تشكل "العمود الفقري للإغاثة الإنسانية في غزة". وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 33037 شهيدا أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي, بينما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 75668 , في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.