تعرف محلات بيع الحلويات الجاهزة بمدينة قالمة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك إقبالا كبيرا من ربات البيوت اللواتي فضلن شراء الحلويات رغم الارتفاع الملحوظ في أسعارها. وبينما كانت في الأعوام الماضية ظاهرة شراء حلويات العيد الجاهزة مقتصرة على ربات البيوت العاملات بسبب عدم قدرتهن على الجمع بين أجندة الالتزامات اليومية المكتظة خلال شهر رمضان وتحضير أنواع الحلويات المختلفة التي تتطلب وقتا كبيرا لإتقانها وإخراجها في أحسن حلة وألذ مذاق فإنها توسعت هذه السنة لتشمل شريحة كبيرة من الماكثات في البيت. وقد أكد بعض باعة الحلويات بأنهم كانوا متخوفين هذه السنة من قلة الإقبال بسبب تزامن شهر رمضان المبارك وعيد الفطر مع الدخول المدرسي لكن تلك المخاوف سرعان ما تلاشت -حسبهم- بعد ملاحظتهم التوافد المعتبر عليهم منذ دخول العشر الأواخر من رمضان. وترجع بعض المتوافدات على محلات الحلويات التوجه إلى اقتناء الحلويات الجاهزة بدل صناعتها في المنزل إلى الأنواع الكثيرة الألوان والأذواق التي يعرضها صانعو الحلويات والتي تستهوي -حسبهن- كل من يراها خاصة وأن الأطباق المقدمة في العيد يجب أن تكون أشبه بلوحات فنية تجلب البهجة والمتعة للزائرين. في حين تصر بعض ربات البيوت على ضرورة التمسك بعادة صناعة حلويات العيد بالمنزل لأن ذلك -حسبهن- تعبير عن كثرة المهارات التي تكتسبها المرأة وهو يضفي على الأيام الأخيرة من رمضان نكهة خاصة بما يمثل تحضيرا نفسيا لعيد الفطر لا سيما بالنسبة للأطفال وزيادة على ذلك ترى بعض السيدات بأنه في المنزل يمكن صناعة أنواع عديدة من الحلويات بنفس المكونات تقريبا مما يساهم في توفير مبالغ مالية هامة مقارنة بأثمانها في المحلات. وما يمكن ملاحظته خلال جولة بسيطة بين محلات مدينة قالمة هو أن أسعار الحلويات هذه السنة تتراوح بين 400 دينار و 700 دينار للكيلوغرام الواحد حسب طبيعة ومكونات النوع المعروض في حين كانت في السنة الماضية تتأرجح بين أقل من 300 دينار و500 دينار. وقد اختلفت الآراء وتضاربت حول أثمان الحلويات المعروضة فمن المتسوقات من تراها منطقية بحكم كثرة المواد المستعملة فيها وغلائها في السوق خاصة اللوز والجوز والفول السوداني (الكاوكاو) فيما تؤكد أخريات على أن الأسعار مبالغ فيها وتفوق حاجة العائلات متوسطة الدخل.