إذا كان عيد الفطر يمثل بالنسبة لأغلبية المواطنين يوم للراحة و التمتع بجو لقاء الأهل و الأقارب، فإن بعض الفئات المهنية مرغمة على العمل في هذه المناسبة و إظهار روح عالية للتفاني و أداء الواجب جدير بالإشادة من الجميع. أطباء أو ممرضين أو أعوان شرطة أو حماية مدنية أو غير ذلك كلهم موجودون في مناصب عملهم خلال يومي العيد لضمان المناوبة في وقت يكون فيه أفراد عائلاتهم مجتمعين مع الوالدين حول مائدة مليئة بأشهى الحلويات. وأكدت زهرة وهي طبيبة بمستشفى مصطفى باشا قائلة "لقد جئت إلى المستشفى وتركت طفلاي نائمين. وسيهتم بهم والدهما". و تأسفت قليلا كونها حرمت من التمتع برؤية طفليها بلباسهما الجديد قبل الخروج للعب مع أصدقائهم مضيفة أنها أثناء اختيارها لمجال الطب كانت تعلم أنها ستواجه وضعيات كهذه. و أضافت "احمد الله لأن زوجي متفهم". وقالت من جهتها، ممرضة شابة بعيادة الولادة لبلفور (الحراش) "والداي ذهبا صباح اليوم إلى ولايتهما الأصلية لزيارة جدي و جدتي". و لم يمنعها هذا من جلب صحن من الحلويات لزملائها ليتذوقوا ما حضرته.وأضافت قائلة "أحب مهنتي و لا أستطيع تخيل نفسي أقوم بشيء آخر. لقد عملت دائما في أيام العطل المدفوعة الأجر لأنني لا أتحمل البقاء دون عمل. ومن جهة أخرى، فان حياة الإنسان ثمينة جدا و تستحق أن نضحي لإنقاذها". وأكد لنا أعوان شرطة التقينا بهم في حاجز بالعاصمة، أنهم يقومون بواجبهم لضمان أمن الأشخاص و الأملاك حتى و إن كانوا مشتاقين لعائلاتهم. و قال ضابط شرطة "إننا مجندون لتمكين السكان من التنقل و الاحتفال بالعيد في هدوء"، مضيفا بنبرة مزاح أن "مهنة الشرطي ليست مختلفة عن مهنة الصحفي". وعلق تاجر فتح محله بعد أن توجه إلى المقبرة للترحم على روح أحد أقاربه قائلا "لا يمكننا غلق كل المحلات. يجب أن يعمل بعضنا لتلبية حاجات العائلات و خاصة الأطفال الذين يأتون لشراء كل أنواع المسكرات و اللعب".