سيسلك الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم بقيادة عبد الحق بن شيخة منعرجا مهما يوم الأربعاء أمام الفريق الوطني للوكسمبورغ في مباراة ودية تحضيرية لحساب تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 و تحسبا للمقابلة الحاسمة ضد المغرب في مارس المقبل. وبغض النظر عن طابعها الودي تكتسي هذه المواجهة أهمية قصوى بالنسبة "للخضر" الذين أضحوا في حيرة من أمرهم بعد النتائج السيئة المتتالية التي تحصلوا عليها لاسيما الهزيمة النكراء أمام فريق جمهورية إفريقيا الوسطى في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012. هزيمة ذات عواقب وخيمة بالنسبة إلى المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة الذي أخفق في أول مقابلة له على رأس الفريق الوطني سواء فيما يتعلق بالنتائج أو بطريقة أداء رفقاء مجيد بوغرة الذين كانوا غائبين تماما ذاك اليوم. و كان الأداء بعيدا عن أداء فريق شارك في كأس العالم و السمعة التي اكتسبها قبل بضعة أشهر مما أدى بالمدرب إلى القيام بتغيير حقيقي في الفريق . وفي الواقع لم يتردد بن شيخة في استدعاء 8 لاعبين جدد أغلبهم يلعبون ضمن البطولة الجزائرية و إبعاد لاعبين أساسيين على غرار نذير بلحاج و عبد القادر غزال "لتغيير" العادات القديمة و بعث روح جديدة في صفوف "الخضر". لم يكن هذا التغيير لينال استحسان كل الأوساط الرياضية لكنه يعكس شيئا ما نظرة و أهداف المدرب الوطني الذي أكد أنه مصمم على المضي قدما في منطقه لإضفاء نفس جديد على فريق تضررت سمعته منذ عدة أشهر. و سيحاول الخضر في مواجهتهم ضد لوكسمبورغ في 17 نوفمبر أي بعد سنة من المباراة البطولية ضد مصر بأم درمان (السودان) و التي تأهلت فيها الجزائر إلى مونديال جنوب إفريقيا استرجاع لذة الفوز و الروح القتالية التي ميزتهم خلال هذه الفترة. و يجب الاعتراف بأنه منذ هذه المواجهة المميزة لم تكن مقابلات الفريق الوطني بنفس الروح باستثناء المقابلة و الفوز بنتيجة (3-2) ضد كوت ديفوار في الدور ربع النهائي في التصفيات النهائية لكأس إفريقيا للأمم 2010 و المباراة مع أنجلترا (0-0) خلال تصفيات كأس العالم الأخيرة. و الأسوأ من ذلك أن الخضر باتوا يجمعون النتائج السيئة و باستثناء فوز صغير أمام الإمارات العربية المتحدة في 5 جوان الماضي فهم لم يذوقوا طعم الفوز مجددا سواء خلال كأس العالم أو أو في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 التي دشنوها بأسوءأ الطرق ضد تنزانيا بتعادل (1-1) بالجزائر و هزيمة في بانغي (0-2) ضد جمهورية إفريقيا الوسطى. و زجت هذه النتائج السيئة برفقاء كريم زياني في دوامة الخسارة سيحاولون الخروج منها يوم الأربعاء المقبل ضد لوكسمبورغ في لقاء محكوم عليهم فيه بتحقيق الفوز. --فريق بحلة جديدة-- لكن الأمور ليست بهذه البساطة لأنه يجب على المدرب الوطني مواجهة موجة جديدة من الإصابات منها إصابة رفيق حليش الذي تلاحقة هذه اللعنة منذ انتقاله الى نادي فولهام الانجليزي أو رفيق جبور الذي تعرض لإصابة في الكتف خلال مقابلته الأخيرة مع فريقه نادي اثينا و هما غيابان فجائيان قد يضاف اليهما غياب المدافع مجيد بوغرة الذي يعد حضوره غير مؤكد في المقابلة لأنه شعر بانقباض على مستوى الفخذ. ثمة مشكل يواجه المدرب بن شيخة الذي يجد نفسه مضطرا للتخلي عن عناصر محورية ضمن تشكيلته لاسيما في خط الدفاع حيث عنتر يحيى و كارل مجاني وحدهما يبدوان في كامل لياقتهما البدنية هذا بطبيعة الحال إن تسنى لهما الاستراحة بعد مقابلتين أدياها مع فريقيهما قبل اقل من 48 ساعة. أما في وسط الميدان و الهجوم تبدو الأمور أقل تعقيدا مع انتظار الدوليين الجدد دورهم ليبرزوا إمكانياتهم على غرار بن يمينة (اتحاد برلين) و وليد مسلوب (نادي هافر الفرنسي) . ربما أقحم بن شيخة لاعبين جدد أمثال جابو و ربيع مفتاح أو زرداب الذي يبدو في أحسن أحواله مع فريقه شبيبة بجاية و من المنتظر ان يستعيد حسن يبدة و مدحي لحسن مركزيهما الاعتياديين في حين يرشح جمال مصباح لاحتلال مركز في خط الدفاع الأيسر خلفا لنذير بلحاج الذي تم الاستغناء عنه بسبب التعب. و من المتوقع ايضا أن يدرج مدافع فريق نيم مصطفي مهدي السبع ضمن الخضر لأول مرة في ملعب جوزي بارتيل على مستوى خط الدفاع الأيمن. و في حراسة المرمى ما من شك أن يترك المسؤول عن الخضر المنصب لرايس مبولحي الذي أضحى حارس المرمى الأساسي للفريق الوطني و الذي يبلي بلاء حسنا مع فريقه نادي سي. اس. كا صوفيا في انتظار انتقاله الى ناد آخر. أما في الجانب التكتيكي فمن المتوقع أن يطبق بن شيخة خطة الدفاع بأربعة لاعبين (مصطفى مهدي و ربيع مفتاح و عنتر يحيى و مجاني كارل و مصباح) و أربعة في خط الوسط اثنان منهما (لحسن و يبدة) قد تسند لهما مهمة الدفاع إضافة إلى زياني و جابو في حين سيخوض مغامرة الهجوم كل من مسلوب و بن يمينة.