أجمع المشاركون اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة في يوم إعلامي حول ضحايا حوادث المرور على ضرورة انجاز دراسات تلم بواقع الطرقات في الجزائر من أجل اتخاذ إجراءات تهدف الى تقليص حوادث المرور. و أكد المشاركون في هذا اليوم الاعلامي الذي نظمته الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعاقين "البركة" بمناسبة إحياء اليوم العالمي لتذكر ضحايا حوادث المرور بالتنسيق مع عدة مؤسسات أن ارتفاع حوادث المرور في الجزائر يدعو جميع القطاعات الحكومية و المجتمع المدني الى تنسيق الجهود لايجاد الحلول العصرية التي تتلاءم و الواقع الجزائري من خلال انجاز دراسات حول طبيعة الطرقات و كذلك سلوكات مستعملي الطريق. و في هذا السياق أكد عضو الجمعية ناصر مسعود أن حوادث المرور في الجزائر تخلف سنويا حوالي 4200 وفاة و 60 ألف جريح و هو ما تنجر عنه خسارة اقتصادية هائلة مشيرا الى أنه في 2004 أنفقت الدولة 100 مليار دج للتكفل بضحايا هذه الحوادث. و اضاف ان منظمة الصحة العالمية تعتبر حوادث المرور مشكلا من مشاكل الصحة العمومية لكونها اولى اسباب الوفيات في اوساط الشباب الذين يتراوح سنهم بين 17 و 24 سنة. و قال مسعود أن ظاهرة حوادث المرور تمس المجتمعات الاقل تقدما لكونها لا تتوفر على طرقات موافقة للمعايير الدولية كا أنها تعاني من قدم المركبات و غياب الصيانة و المتابعة التقنية مشددا على ان هذه المجتمعات تتميز بضعف الوعي لدى المواطنين. و بالمناسبة دعا المتحدث الى حتمية اللجوء الى المراقبة الدائمة للطرقات و السيارات في الجزائر مؤكدا أن الجزائر لا تمتلك الوسائل المناسبة لتقييم نوع السيارات التي تتلاءم و طبيعة الطرقات. كما نادى مسعود الى ضرورة وضع شبكة لقطع الغيار ذات النوعية الجيدة و بالموازاة يجب توفير شبكة أخرى لتركيب هذه القطع و دعا ايضا الى ضرورة تشديد الرقابة على استيراد السيارت القديمة. و من جهته ركز ممثل عن المديرية العامة للأمن الوطني على أهمية تكثيف الحملات التحسيسية بخطورة حوادث المرور و تفاعل المواطن معها لكونه المتسبب الاول في هذه الحوادث التي تودي --كما أشار-- بحياة ما لا يقل عن 11 شخصا في اليوم الواحد. الا انه أشار الى ان عدد حوادث المرور انخفض في العشرة أشهر الاولى من السنة الجارية بفضل بدء تطبيق قانون المرور الجديد في فيفري الماضي بحيث تم تسجيل 554 وفاة بينما سجلت 659 وفاة في نفس الفترة من 2009. أما ممثل المركز الوطني للوقاية و الامن عبر الطرقات فنادى من ناحيته الى حتمية اعادة النظر في برامج تكوين المرشحين لامتحانات السياقة و وضع برامج بيداغوجية حديثة لتدريب المتعلمين كما طالب بفتح مراكز للامتحانات تنظمها الدولة. و تم خلال هذا اللقاء الذي حضره ممثلين عن عدة قطاعات بالاضافة الى عدة وجوه فنية تكريم عدد من السائقين القدامى العاملين في مؤسسة النقل الحضري لولاية الجزائر عرفانا بجهودهم و تفانيهم في خدمة المؤسسة.