أكد رئيس جامعة الجزائر3 عبد الوهاب رزيق يوم السبت بالجزائر العاصمة على ضرورة جمع العناصر الأساسية من أجل اقتراح تأسيس هيئة بحث حول الرأسمال البشري. وأوضح رزيق في افتتاح الملتقى الدولي حول "التنمية البشرية في إفريقيا: واقع وآفاق" أن هذا اللقاء يعتبر فرصة للأساتذة والباحثين الجامعيين لتحليل حالة وسياسات التنمية البشرية في إفريقيا. وأضاف أن هذا الملتقى "لا يجب أن يشكل غاية في حد ذاتها بل يشكل إحدى المراحل المبرمجة من جامعتنا لتنظيم لقاء حول الرأسمال البشري" مشيرا الى أن المسار "لا يزال طويلا كي يتم إشراك إفريقيا دوما في عملية اتخاذ القرار بخصوص نمط تسيير العالم". وبعد أن ذكر بأن إفريقيا كانت "الغائب الأكبر" في مخطط التقييم الذي يعده برنامج الأممالمتحدة حول التنمية البشرية في العالم أكد رزيق أن القارة السمراء "إقتنعت بضرورة القيام بعمل حازم في ميادينها" من خلال "تعميق مخطط الاصطلاحات السياسية والمؤسساتية والاقتصادية" بغية "تحرير اقتصادياتها وفتح أسواقها الوطنية للمنافسة الأجنبية وكذا تشجيع القطاع الخاص في تنمية بلدانها". واعتبر أن الاتحاد الإفريقي أصبح "الإطار المؤسساتي للحسم, بواسطة آليته الأساسية (النيباد), ليس فقط في حل المشاكل الداخلية لإفريقيا بل حتى في مواجهة التحديات الكبرى للقرن الواحد والعشرين". كما يتميز النيباد "الذي يعود الفضل في تأسيسه الى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وقادة نيجيريا والسنيغال وجنوب إفريقيا" -يستطرد المتدخل- "بمقاربة جديدة تهدف الى إعادة تأسيس علاقات إفريقيا على أساس التزامات جماعية ومسؤوليات مشتركة لإزالة الفقر ووضع بلدانهم على مسار النمو والتنمية المستدامة". كما أبرز رزيق تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاديات الإفريقية مشيرا الى أن نمو الناتج المحلي الخام تراجع من 5.7 بالمائة الى 2.8 بالمائة سنة 2009 مما أدى -كما قال- الى "كبح تقدم غالبية الاقتصاديات الإفريقية". وأضاف أن الأزمة المالية "دفعت الدول المعنية بشكل فوري الى مراجعة دور الدولة وتدخلاتها واتخاذ إجراءات دقيقة لإعادة بعث اقتصادياتها" معتبرا أن نتائج قمة مجموعة ال20 التي انعقدت شهر أفريل الماضي بلندن تشكل "خطوة إيجابية" طالما -مثلما أضاف- أن اقتراحات القارة الإفريقية التي شاركت بوفد النيباد "أخذت بعين الاعتبار".