إعتبر المهاجم الجزائري ،الدولي السابق لفريق مولودية الجزائر حسن طهير ان الهدف الذي سجله سنة 1971 أمام النادي الافريقي التونسي بمناسبة نهائي الكأس المغاربي للنوادي البطلة سيبقى وللأبد منقوشا في ذاكرته . " 39 سنة مرت على هذه المباراة، لم أستطع قط نسيان هذا النهائي الرائع، فالهدف الذي سجلته في الدقائق الاخيرة من المواجهة سمح لنا بافتكاك اللقب الدولي الاول . فرحتي كانت لا توصف أنذاك، لأن منافسنا كان يحوز في صفوفه على حارس مرمى إسمه ساسي عتوقة، الذي يعتبر في ذلك الوقت من أبرع حراس المرمى إفريقيا"، كما ذكره حسن طهير أحد صناع اللقب المغاربي الاول في تشكيلة النادي العاصمي العتيد. الفريقان سيتقابلان مجددا يوم الجمعة المقبل بمناسبة نهائي -ذهاب- كأس اتحاد شمال افريقيا للنوادي البطلة بملعب 7 نوفمبر برادس ( تونس). بتتويجهم بالكأس المغاربية، إحتفل أصحاب الزي الاخضر والاحمر بطريقة جميلة بخمسينية المولودية(1971-1921)، بعد تفوقهم في النهائي على فريق النادي الافريقي العنيد، عقب دورة جرت بملعب 20 أوت سنة 1955 وجمعت أربعة فرق. " يتعلق الأمر بفرق الفتح الرباطي، الترجي التونسي، النادي الافريقي ومولودية الجزائر، حيث تميزت هذه المنافسة بمستوى عالي. في الدور نصف نهائي هزمنا الترجي التونسي ب3-0 وفيها سجلت هدفين. بعد إحرازنا الفوز على الترجي ،علمنا أننا سنلعب نهائي داربي مغاربي، كما أضاف نفس المتحدث. وتغلب النادي الافريقي في الدور نصف النهائي على الفتح الرباطي بأضعف نتيجة مانحا موعدا للمولودية لمواجهته ضمن نهائي الكأس المغاربية . " في البداية رفضت لعب هذا النهائي، لأن المسيرين لم يوفوا بتعهداتهم اتجاهي . عشية المقابلة إجتمعت بمدربي ، علي بن فداح والمسيرين حيث أقنعوني للمشاركة في النهائي . وقررت بعدها العدول عن فكرتي هذه لان مصلحة الفريق كانت قبل كل شيء". " التسجيل في مرمى عتوقة ليس سهلا " كانت مدرجات ملعب 20 أوت مكتظة عن آخرها بمناسبة النهائي بين مولودية الجزائر -التي اكتسبت ثقة كبيرة بعد فوزها العريض على الترجي التونسي- والنادي الافريقي أحد المرشحين للتويج بالكأس. عرف زملاء القائد حسن طهير أنهم سيعقدون موعدا مع التاريخ . "لم يكن لدينا الحق في الخطأ، سيما وأننا لعبنا فوق ميداننا و أمام جمهورنا الذي كان متعطشا للتويج باللقب. خضنا هذه المباراة سعيا لافتكاك التتويج بالرغم من أن مهمتنا لم تكن هينة". بالنسبة لطهير فان ورقة النادي الافريقي الرابحة هي بلا منازع، حارس المرمى، ساسي عتوقة الذي مثل انذاك نصف الفريق". "النادي الافريقي كان من أحسن الفرق الافريقية بضمه لخيرة اللاعبين التونسيين، على غرار محي الدين وعتوقة ،الذين شكلوا رمز النادي ومجرد ذكر اسمائهم كان يسيل العرق البارد للمهاجمين، ومع ذلك نجحت في خلق صعوبات لهم وهذا شرف لي "يعود طهير بذكرياته وبحنين كبير لاطوار هذه المقابلة . وشارك حسن طهير سبع مرات مع المنتخب الوطني ( هدفان) ، ويتذكر جيدا الفترات التي سبقت النهائي . "كوني قائدا للفريق تحدتث دقائق قليلة قبل انطلاق المقابلة مع زوهير باشي وقلت له انه ينبغي تفادي الذهاب الى الوقت الاضافي، لانهم وبكل تأكيد سيفوزون علينا .. والهدف الذي أمضيته أرجع الينا الامل وأثلج صدورنا. بخصوص ثنائيته أمام الفريق التونسي، يرجع طهير بذكرياته لهذا القاء الذي لم يستطع نسيانه. "لقد ضايقني عتوقة خلال كل مجريات اللقاء ليستفزني ويحاول إبعادي عن تركيزي ولايتردد في قوله لي ،انك مازالت صغيرا حتى تخادعني . ولم يمض وقت طويل حتى كان ردي فوق الميدان".وفي الوقت الذي كانت المقابلة تحسب دقائقها الاخيرة، سجل طهير هدفا عن طريق كرة على الطائر لم تترك فرصة لعتوقة للتصدي لها. "في الوقت الذي تلقيت فيه تمريرة طويلة من طرف محيوز ، كان لدي ثانيتين لاتخاد القرار المناسب، حيث أوقفت الكرة بصدري وقدفتها على الطائر ،لم تترك اي فرصة لعتوقة لردها . سمعت مباشرة بعدها الهتافات والزغاريد . حقيقة كان هدفا رائعا. بعد إعلان صفارة الحكم عن انتهاء اللقاء، عمت فريقنا وأرجاء الملعب فرحة كبيرة ". بعد المباراة إلتقى الرجلان بفناء الفندق وحيا عتوقة ممضي الهدف القاتل طهير . "لقد التقينا وهنأني على هذا الهدف الذي قال بشأنه أنه سيبقى راسخا في ذاكرته. صراحة لم يكن من السهل مغالطة يقظة حارس مرمى بارع مثل هذا ". فيما يتعلق بالمباراة التي تنتظر مولودية الجزائر يوم الجمعة المقبل، يرى حسن طهير أن العميد يتعين عليه التحلي بالتركيز حتى يتمكن من العودة بنتيجة إيجابية،في انتظار لقاء العودة . "المواجهة تبدو صعبة أمام فريق النادي الافريقي صعب الميراص، غير أنه برأيي ستكون حظوظ الفريقين متساوية . على اللاعبين الجزائريين التضامن فيما بينهم وخاصة التحلي بالارادة لاحراز نتيجة مشرفة وتجنب العودة بخسارة ". بعد بلائه الحسن والخدمات الجليلة التي قدمها طهير لمولودية الجزائر، غادرها وتوجه الى فريق شباب بلوزداد، قبل أن ينهي مشواره عن عمر 42 سنة ليرجع الى فريقه الاول بولوغين (سان- توجان سابقا).