سمحت الأبحاث الحفرية التي تقوم بها حاليا الفرق المختصة التابعة لوزارة الثقافة باكتشاف في الأيام الأخيرة منطقة أثرية جديدة بناحية الصفصاف بضاحية مدينة تلمسان تعود إلى العهد الزياني حسبما علم اليوم الثلاثاء لدى محافظ التراث الثقافي والأثري ومدير المتحف بتلمسان. وتتكون هذه الأثار حسب المعلومات الأولية من بقايا لبعض المنشآت القديمة مثل بيوت عائلية وطاحونة مائية ومرافق متعددة كانت تستعمل لاستقبال الوفود المقبلة على مدينة تلمسان كما أوضح إبراهيم شنوفي الذي أكد أن "منطقة الصفصاف التي اكتشفت بها هذه الآثار كانت إحدى ضواحي (حوز) مدينة تلمسان وبوابتها الرئيسية". وقد كانت القوافل التي تقصد عاصمة الزيانيين تضطر إلى العبور عبر هذه المنطقة والتوقف بها لمدة أيام قبل السماح لها بدخول المدينة حسب نفس المصدر مضيفا أن "دراسة معمقة لهذه المنطقة ستكشف النقاب عن الكثير من الكنوز التراثية والتأكد من حقيقة هذه المعالم وقيمتها التاريخية". وتأتي هذه الاكتشافات تتويجا لبعض الأشغال الحفرية التي تندرج ضمن الاستعدادات للتظاهرة الدولية "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011" حيث مست مختلف المعالم التاريخية التي تزخر بها مدينة تلمسان وسمحت بالعثور على 60 صندوقا من القطع الأثرية المتنوعة التي سوف تعرض بمتاحف تلمسان خلال التظاهرة المذكورة. كما مكنت هذه العمليات من اكتشاف مطامر للتخزين تعود إلى عهد دولة بني عبد الوادي وهذا على مستوى فناء القصر الملكي الواقع بالمشور. وكانت هذه المطامر تستعمل لتخزين المؤونة من حبوب و مواد غذائية تحسبا لأي طارئ أو غزو أجنبي لضمان الاكتفاء الغذائي لأطول مدة ممكنة حسب نفس المسؤول الذي ذكر بأن تلمسان قد تعرضت من أفريل 1299 إلى جويلية 1307 إلى حصار من طرف المرينيين الذين جاءوا لغزو المدينة. كما تم بفضل هذه الحفريات اكتشاف جوانب هامة من القصر الملكي التي كانت مغمورة تحت التراب والأنقاض مثل الأحواض المرصعة بالبلاط والزليج والأنابيب الموشحة بالرخام الصافي والمستعملة في التزود بالمياه الصالحة للشرب بالإضافة إلى أواني وقطع أثرية ذات قيمة تاريخية.