صادق المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في ختام جلساته مساء يوم الثلاثاء بتونس على العديد من القرارات التي ترمي أساسا إلى المحافظة على التراث الثقافي في الاراضي العربية المحتلة وصيانته من كل محاولات التشويه او الطمس الإسرائيلية. وحثت الوفود الوزارية العربية على تنسيق المواقف قصد منع الكيان الصهيوني من تسجيل مواقع ثقافية جديدة على الاراضي العربية المحتلة على انها اسرائيلية كما دعت الى تنفيذ الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمحافظة على التراث الثقافي الإنساني الإسلامي والمسيحي في مدينة القدس الشريف . وحث المؤتمر العام لمنظمة " الالكسو " على مواصلة التعريف بالحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة عبر تاليف وطبع ونشر المزيد من المؤلفات والمنشورات واستكمال مشروع المعرض العربي المتنقل الذي يشتمل على صور للاثار العربية والاسلامية في القدس والاتصال بمتاحف العالم ودور العرض في المدن الغربية لاحتضان هذا المعرض مع الدعوة الى تقديم المزيد من الدعم لهذا المشروع الكبير . وكان المؤتمر العام لمنظمة " الالكسو " قد ناقش جملة من التوجهات المستقبلية التي تمثل الإطار الجامع للتطلعات العربية نحو مجتمع يتطلب المزيد من العناية بالتعليم العلمي باعتباره المدخل الأساسي لاكتساب التكنولوجيا ونبراس تحقيق الرقي والتنمية للدول العربية. وتبين من خلال الحوار المعمق الذي ساد الجلسات ضرورة الجعل من منظمة " الالكسو " فضاء للنهوض بالتربية والثقافة والعلوم وبيتا للعقل العربي المستنير ومنبرا للتعريف بالحضارة العربية والاسلامية وأداة لنشر قيم التسامح والوسطية والحوار ومنارة لصون التراث العربي ونشره . وأبرزت المناقشات ان الدورة الحالية تنعقد في وقت تعاظمت فيه التحديات التي تواجهها الأمة العربية في مجالات مختلفة منها خاصة مسالة النهوض بالتعليم وهو ما يستدعي بذل المزيد من الجهود من اجل الظفر برهان المعرفة والدخول في العصر الحديث دون فقدان الذات مع السعي الى الاستجابة الى انتظارات الشباب العربي. كما اجمعت التدخلات على تكريس المبادئ والثوابت التي قام عليها ميثاق الوحدة الثقافية العربية الذي انبثقت عنه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الالكسو " و الدور الرائد الذي ما انفكت تضطلع به هذه الهيئة التي مضى اليوم على تأسيسها أربعة عقود في خدمة الثقافة العربية على أوسع نطاق بما يستجيب لمشاغل الحاضر وتطلعات المستقبل. وإذ تقوم سياسات هذه المنظمة العربية على خدمة الإنسان العربي فان دورها يبقى رائدا في توجيه الشباب نحو الفكر المستنير والمساهمة في صقل مواهبه وتهذيب قدراته وتشجيعه على التعبير الفكري والثقافي وتجذير هويته في كنف احترام التنوع الثقافي. وأبرز النقاش المستفيض أهمية الجهود التي تبذلها المنظمة بهدف النهوض باللغة العربية وصيانتها مع دعوة الدول الأعضاء الى وضع خطة تستهدف تعميم الانتفاع بما انجزته " الالكسو " من كتب ومعاجم وموسوعات وذلك بدعم نشر وتوزيع هذه الانجازات الهامة في صيغتها الورقية وصيغتها الرقمية وتسهيل تداولها في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات والمكتبات العمومية وجعلها في متناول كل مواطن عربي وكل من يهتم بالثقافة العربية. وعلى هامش اشغال المؤتمر العام لمنظمة " الالكسو " أكد وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد في تصريح خص به واج ان الجزائر قامت سنة 2010 بتأليف وانتاج وطبع وتوزيع 60 مليون كتاب مدرسي على مختلف المؤسسات التربوية والتعليمية وهي الكتب المتميزة بمواصفات علمية وتقنية دولية ومستوى تربوي وبيداغوجي جد عال لافتا النظر الى ان نسبة 50 بالمائة من هذا العدد وزعته وزارة التربية الوطنية بصفة مجانية على التلاميذ المتمدرسين. ومن منطلق التجربة الجزائرية في ميدان إنتاج وطبع الكتب التربوية - التعليمية أعرب وزير التربية الوطنية عن دعم الجزائر للمقترحات التي تقدم بها الوفد السوري والقاضية بتنظيم المعرض العربي للكتاب المدرسي بالعاصمة السورية دمشق والذي من شانه تعميق التجارب العربية في مجال إنتاج الكتب والإسهام في إثراء أعمال المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والنهوض بشؤون التعليم والتربية في الوطن العربي. وفي معرض حديثه عن مداولات المؤتمر العام لمنظمة الالكسو أوضح السيد بن بوزيد أن الجزائر وتونس تم تعيينهما كنائبين لرئاسة المؤتمر العام للمنظمة كما تم تعيين الجزائر كعضو في لجنة التفتيش والمراقبة لمعهد البحوث والدراسات العربية الكائن مقره بالقاهرة إلى جانب المملكة السعودية والمملكة الأردنية. وبخصوص لجنة التفتيش والمراقبة لمعهد البحوث والدراسات العربية شدد وزير التربية الوطنية على أن هذا المعهد الذي تأسس سنة 1952 والذي ينتمي أصلا إلى منظمة " الالكسو " كانت الغاية من إنشائه تتمثل على وجه التحديد في تعميق البحوث والدراسات في المجالات التربوية والثقافية والتعليمية وإنشاء المؤشرات بيد انه حاد عن مهامه الأساسية ليصبح مهتما بالتكوين ومنح الشهادات العليا كالدكتوراه والماجستير والماستير وهذا يبقى من صلاحيات الجامعات والمعاهد العليا والكليات المنتشرة في كل الدول العربية". لذا قرر المؤتمر العام لمنظمة "الالكسو " تشكيل لجنة للتفتيش والمراقبة حتى يتسنى لهذه المؤسسة التربوية استئناف مهامها وصلاحياتها الأصلية التي أنشئت من أجلها.