حينما قدّمت لي الشاعرة صبيرة قسامة مجموعتها الشعرية يشكلني كما يهوى تذكرت أول لقاء بهذه الشاعرة، وكان ذلك قبل بضع سنين بمكتب فرع الاتحاد، وقد كنت أستمع إليها وهي تقرأ نصها بصوت خافت رخيم يصارع جاهدا لإلقاء قصيدة قوية البناء متينة الشكل، كيف لا، وهي (...)
تبيضّ عيناك من حزن الذين مضوا هل أنت يوسفهم أم أنت يعقوب؟
ويزهر الشوق والتحنان في زمن الجوع لهجته، والقلب مصلوب
تفيض جرحا وقد جرّت ضمائرهم طوق الوداع، ونبض الحبّ مصحوب
سبعون عذرا وقد ملّت ملاجئهم صوت العواء، وكلّ الحال منكوب
في وحشة الجب آهات (...)