يومًا
ولا أتذكرُ أني مشيتُ إليكِ
سنينًا من الجمرِ ..
أني اختلقتُ الكثير من الكذِبِ المُرِّ
كي أستمرَّ مع الأرض في الدورانِ وأُقنعَني
بالحياة بعيدًا عن الكمنجاتِ في خطوك
القمحِ ..
كيف أحبكِ يوما
ولا أستعيدُ الفلاةَ التي طارحتْني وعودَ (...)
و أريدُ أن أبقى هنا
وحدي ..
تماماً مثل ظِلّٕ مُعدمٕ
في الرملِ
حيث الشمس سيّدة الجهاتِ ..
أريد أن أبقى بعيدًا
مثل أغنيةٍ بلا شفةٍ
و أمنيةٍ بلا وجهٍ ..
أريد الإنصياعَ لما أريدُ
و أمنحَ الأشياء ملمَحها الجديدَ ..
أنا هنا
أرضٌ بلا قمرٍ
أرابض في (...)
أبدًا
لم تخُنِّي القصيدةُ قبلكِ
لم يَهربِ الشعرُ منّي ..
وكنتُ أميرَ الحروفِ وسيدَها
قبل عينيكِ ..
ماذا تغيّرَ ؟
حتى أصيرَ بلا لغةٍ
وبلا شفةٍ
لأغنّي كما كنتُ قبل المساءِ
الأخيرِ
وأجرحَ بالعطر هذا المدى
مثلما كنتُ أفعل منذ ثلاثين عامًا.. (...)
أحطِّم مراياكِ واحدةً واحده
وأتكسّرُ فيها لأراني..
أفتّشُ في الصمتِ
عمّا لم تقوليه لي..
لأقيسَ نسبةَ غباوتي حين صدّقتكِ..
ونسبةَ ذكائكِ في اختصارِ الكلامْ
ونسبةَ عجزي الآنَ عن تكذيبكِ..
أحاولُ أن أؤجلَ قراراتي إلى موعدٍ لاحقٍ
و ألقاكِ مرةً أخيرةً (...)