أفكر في أصول الحكم بما هو عمل درامي كبير. أي أنه بشكل ما داخل في عناصر مهنتي. ولكن اهتمامي بالحكم وأصوله يتوقف عند حدود هذا الاهتمام فقط. فلم يحدث قط أن شعرت بميل إلى الاقتراب من دوائر الحكم أو السياسة بوجه عام، فلديّ من مهنتي ما يشغلني ويشبعني (...)
حركة الإعلام المصرية مخلصة لمصر والمصريين لدرجة تفوق الخيال. وهو ما يفسر أنها لا وقت لديها أو مساحة للاهتمام بما يحدث في بقية العالم البعيد أو القريب. وكأنها ترى أن اهتمامها بشؤون الدنيا خارج مصر، حتى في الأمور وثيقة الصلة بحاضر المصريين ومستقبلهم، (...)
سيدة إنجليزية في الخامسة والستين من عمرها (بالسعر الرسمي الأوروبي يعني أربعين سنة فقط؛ أي أنها في قمة أنوثتها على الرغم من أنها جدة لطفلين). تم القبض على هذه السيدة بعد أن اختلست 500.000 (خمسمائة ألف جنيه إسترليني) من المؤسسة التي كانت تعمل بها، وهي (...)
لقد رأينا الملك الفارسي يخطب لابنه أميرة مصرية، كان ذلك في الثلث الأول من القرن السادس قبل الميلاد، وفي عام 1939 ميلادية؛ أي بعد 2500 عام تقريبًا، رأينا شاه إيران الأسبق رضا بهلوي يقوم بالفعل نفسه، أي يخطب فتاة مصرية، وهي الأميرة فوزية أخت ملك مصر (...)
ذات يوم قبل الميلاد بستمائة عام تقريبًا، أرسل الملك قورش الكبير ملك فارس، وهي إيران الحالية، لفرعون مصر أحمس الثاني يطلب يد ابنته لابنه قمبيز. ولكن أحمس لم يشعر بارتياح لهذه الزيجة، ربما لأن ما يعرفه عن أخلاقيات العريس قمبيز لا تبشر بزواج ناجح. غير (...)
احتفالا بذكرى والده، اتهم المهندس عبد الحكيم عبد الناصر الرئيس أنور السادات بأنه سرق الثورة، يقصد ثورة يوليو (تموز) بالطبع، وكان دليله على ذلك هو أن السادات أعلن سياسة الانفتاح الاقتصادي. كأن الأمانة كانت تقتضي أن تتبع مصر سياسة الانغلاق الاقتصادي (...)
ومع الشيخوخة يحدث ارتداد لمرحلة الطفولة، وأهم ما يتميز به الطفل هو الدهشة وإطلاق الأسئلة. غير أن الشيخوخة تتميز بشيء مهم هو الشك في كل الإجابات القديمة وكأنها مرحلة بعث للأسئلة القديمة بحثًا عن إجابات جديدة أكثر صحة.. السؤال الذي هاجمني بالأمس مساءً (...)
أفكر في أن آلاف السنين من الحكم الأجنبي ساهمت في تكوين جهاز نفسي جمعي عند المصريين معادٍ بطبيعته للحكومة وخائف منها في الوقت نفسه. وهو ما يجعله ضدها على طول الخط. هو لا يراها ممثلة له محافظة على مصالحه بل يراها أجنبيًا غريبًا لا بد من الخضوع له في (...)
لطفي زيني، رحمه الله، ممثل ومنتج سعودي. تعرفت عليه عندما كنت أعمل مع عبد الله المحيسن في أول شركة للإنتاج الفني في الرياض. وهو شاب درس الإخراج السينمائي في لندن. كان ذلك عام 1977. وبعدها بعام نقل لطفي نشاطه إلى القاهرة منتجًا، فعملت معه مستشارًا (...)
في الحرب العالمية الثانية، وعلى مستوى المعارك البحرية، أخذت الغواصات الألمانية تفتك بالسفن الإنجليزية، مما سبَّب للإنجليز خسائر مروعة. وأرسل المواطنون اقتراحات كثيرة لوزارة الحرب البريطانية. إحدى هذه الأفكار قال صاحبها إن الطريقة الوحيدة للقضاء على (...)
أول من أمس، تكلم زميلي مشاري الذايدي عن حرق الكتب معلقًا على ما قرره وزير الأوقاف المصري من حرق الكتب التي تشيع الأفكار المتطرفة والموجودة في مكتبات الجوامع ومنها بالطبع كتب حسن البنا وسيد قطب ويوسف القرضاوي.. بالطبع الوزارة لديها أسبابها لحرق هذه (...)
في الشهور السابقة على شهر رمضان، اختبأ مؤلفو المسلسلات والمخرجون في مخابئ سرية حصينة وأخذوا يعدّون على مهل ذخائرهم وأسلحتهم ومعداتهم الفتّاكة المعروفة بالمسلسلات التلفزيونية. ومع انطلاق أول مدفع في شهر رمضان، وبمجرد انتهاء الناس من تناول طعام (...)
أغلق صفحات الماضي ربما بسبب شدة الحرارة، وربما خوفًا من أن يفلت مني الحاضر فأتوه ويتوه معي القارئ. سبق أن حدثتك عن النكتة وأن وظيفتها الأصيلة هي إزاحة التراب الذي يغطي ويخفي عيوب البشر فتبدو واضحة لكل الناس. هناك نكتة أعتقد أنها تناسب ما أتناوله (...)
المهندس المسؤول عن الورشة، خريج مدرسة الصنايع قسم سيارات، في مرحلة الدراسة الابتدائية قمنا برحلة إلى مدرسة دمياط الصناعية، كانت أشبه بالمصانع الأوروبية التي نراها في أفلام هذه الأيام. أهم ما يميز التعليم في ذلك الوقت البعيد هو أن الناس كانت تتعلم (...)
أكتب عن مصر الليبرالية قبل ثورة 1952 ليس بهدف نصرة الماضي على الحاضر، ولا لأنتصر لعصر الاقتصاد الحر على عصر الاقتصاد الممسوك الشهير بالاقتصاد المخطط. وإنما أنا أدلي بشهادتي كشاهد عيان عاش المرحلتين وربما أكون المواطن الوحيد على قيد الحياة في مصر (...)
يرى الزميل الكاتب الكبير جهاد الخازن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تنقصه الشراسة. وأنا أعتقد أن الشعب المصري يريده بغير شراسة. يكفينا ما نحن فيه من شراسة تستطيع التعرف على أبعادها بمجرد قراءة صفحة الحوادث في الجرائد. هذا على مستوى مصر أما على مستوى (...)
من الأفكار الشائعة التي تمتلئ بها أسواق الكتابة والقراءة والحديث في برامج الفضائيات، أن الإرهاب لا يُحارب بواسطة الأمن فقط، بل على ساحة الأفكار. فالإرهاب فكرة أو حزمة أفكار، والفكرة تواجه بفكرة أخرى. هذه هي السلعة الرائجة في أسواق التفكير. لكني (...)
تقول أغنية توني أورلاندو التي تمثل عاصفة غنائية اجتاحت أميركا في بداية سبعينات القرن الماضي؛ ”الشريط الأصفر” (Yellow ribbon): أنا عائد إلى موطني بعد انقضاء مدتي، والآن.. لا بد أن أعرف ما لي وما ليس لي. إذا كنت قد تسلمت خطابي الذي أبلغتك فيه أنه (...)
أنا وأنت في حاجة إلى استراحة قصيرة نعود بعدها لميدان القتال، في هذه الاستراحة سأناقش معك من وجهة نظر درامية ثلاث أغنيات؛ الأولى لكيني روجرز (سيدتي.. Lady)، والثانية لطلال مداح (ماذا أقول وقد همت فيك؟)، والثالثة هي لتوني أورلاندو (الشريط الأصفر.. (...)
كل يوم يتأكد لديّ أن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون مزودا بكل ما يلزمه من قوانين. وعلى مدى آلاف السنين انشغل الإنسان باكتشاف هذه القوانين في كل شأن وكل مجال. ومع كل كشف يصل إليه كان يستغل هذا الكشف لتحسين حياته وذلك باحترام هذا القانون الذي وصل (...)
إلى الشارع، ثم بدأت في هدم بيوتنا.. هل من المعقول أن يحدث هذا في عهد السيسي..؟ هل من المعقول بعد ثورتين مجيدتين أن يحدث لنا ذلك..؟ لماذا قمنا بهاتين الثورتين إذن..؟
المذيع يقول بلهجة اعتذارية وعلى استحياء: ولكنك لم تحصل على ترخيص من المحافظة (...)
على عهدة ال”BBC” نام وزير دفاع كوريا الشمالية عندما كان رئيس البلاد يلقي خطابًا. فقبض عليه وأعدم رميًا بالرصاص. فتح هذا الخبر صندوق الذكريات عندي، تذكرت عندما مات الزعيم السابق، وكانت الناس تبكي بجنون وهي تودعه، كان من الواضح أن المشهد تمثيلي بحت (...)
نحن نعشق الماضي ونستمتع باستعادة أحداثه، وخصوصًا ما كان منها محزنًا ومفجعًا. ولعل ذلك هو ما يدفعنا لإفساد الحاضر وتحويله إلى ماضٍ لنستمتع به على الوجه الأكمل. أما انتصارات الماضي القليلة النادرة فنمر عليها مرور الكرام وكأنها لم تحدث أو لشكنا في أنها (...)
لست مؤرخًا.. أنا مجرد زبون في مقهى الدنيا، أجلس على الرصيف مراقبًا أحوالها وأحوال البشر في بلدي. ما زلت أحكي لك عن المثقف اليساري إبراهيم منصور وعن جولاته على مقاهي ”نص البلد” قبل سفر السادات إلى القدس بيوم واحد، في حالة غضب وثورة شديدين، محرضًا كل (...)
في المسرح نبدأ من البداية التي لا بداية قبلها. والصعب في ذلك أنك ستكتشف دائمًا أن كل بداية تسبقها بداية أخرى. لتكن البداية هي عندما أعلن الرئيس السادات عام 1977 في مجلس الشعب، أنه على استعداد للذهاب إلى آخر الدنيا من أجل القضية الفلسطينية.. على (...)