العرب لا يملكون قنبلة نووية. لكن يملكون علماء ذرة قادرين على تشكيل لجنة علمية، لدراسة وتقييم المواصفات الفنية الفيزيائية، في الاتفاق النووي الذي تقول أميركا إنه سيؤجل امتلاك إيران القنبلة المخيفة عشر سنوات على الأقل.
في غيبة هذه اللجنة، بت أعتقد أن (...)
شيئا فشيئا، يتوضح الخيال ليغدو واقعا وحقيقة: دولة إسلامية تقيمها أميركا أوباما وتركيا إردوغان في سوريا. وتديرها تحت حماية ووصاية هاتين الدولتين، شرطة مدنية إسلاموية ”معتدلة”. معظمها عاطل عن العمل والسياسة. ومقيم أصلا في فنادق إسطنبول السياحية.
ومن (...)
تسألني عن رأيي في الاتفاق النووي العجيب. فأحيلك إلى المعلقين الذين لم يقرؤوه. فكلهم علقوا عليه! حالهم كحال الشاعر مع سائلته: تعجبين من سقمي/ صحتي هي العجب! فما من صحيفة تستطيع نشر اتفاق استوعب 159 صفحة. لكن ما من صحيفة إلا ونشرت، بالضرورة، تعليقات (...)
قد تستطيع أن تتحمل الحرب. لكن من الصعب أن تتحمل السخف. عندما انتهت الحرب الباردة قبل ربع قرن، تكهن كبار المعلقين الأغبياء، بعالم سعيد خال من الحروب. وصراع الآيديولوجيات. وصداع الأزمات المالية.
شهد عصر الحرب الباردة (1989/1945) أزمات ساخنة. حبس البشر (...)
هل تغزو تركيا جارتها سوريا؟ ليست هي المرة الأولى التي تهدد تركيا بغزو سوريا. فقد حشدت جيشها على طول الحدود في منتصف خمسينات القرن الماضي. وكانت حكومة عدنان مندريس قد أدرجت بلدها في ”حلف بغداد” مع العراق وإيران، وفق ”مبدأ آيزنهاور”، لمنع روسيا من (...)
اختصر الملايين من البشر الذين ماتوا في الحرب العالمية الثانية هذه الكرة التي نعيش عليها. باتت الأرض أشبه بحي واحد. يتعين على سكانه أن يلتقوا. يتحاوروا. يقرروا حاجاتهم ومصالحهم المشتركة. لنعيش حياة أكثر هناء. وأقل حربا وشقاء، خلال هذه الزيارة القصيرة (...)
إلى الآن، أخفق الطب العربي، في علاج المريض الليبي المصر على الانتحار في ميدان الوغى. ربما كان على الأنظمة العربية الأربعة التي تتولى، فرادى، علاج المريض في مشافيها، أن توحد مساعيها، في جهد جماعي مشترك، لمعالجة حالة الفصام (الشيزوفرانيا) التي انتابت (...)
نفث طارق عزيز دخان سيجاره الكوبي. ثم قال لي: ”سأدعوك في الصيف المقبل، إلى قضاء أيام معي في الريف العراقي، لإعداد الكتاب”. كان اللقاء الطويل مع طارق عزيز في منزل السفير العراقي في باريس عام 1980. لم يكن السفير حاضرا. كان الحاضر وليد أبو ضهر، ناشر (...)
عندما اجتاحت اليابان ”ممتلكات” أميركا ووجودها في شرق آسيا وجنوبها، خلال الحرب العالمية الثانية، أمر الجنرال دوغلاس ماك آرثر الأميركيين المنسحبين بكتابة عبارة ”سنعود” في كل مكان يغادرونه، حتى على علب الكبريت الفارغة، وذلك من قبيل الحرب (...)
أنت اليوم، يا بنيَّ، في مسرح الدمى. مشاهد ومتفرج في مسرح للعبث. واللامنطق. واللامعقول. كل ما يتحرك أمامك مشدود إلى خيوط تمسك بها أيد تعرفها. ولا تراها. لكن الكل فقد القدرة على اختيار الاتجاه المناسب للحركة: الحكومة. المعارضة. الساسة. القادة. الجيوش. (...)
الحروب والصراعات في المنطقة العربية لا تسمح بالتوقف عند حدث كبير، بحجم لقاء باراك أوباما مع قادة وزعماء الخليج في واشنطن. فسرعان ما ينتقل التركيز إلى حدث مفاجئ، في هذه الدوامة المتسارعة.
من هنا، أجد من الواجب تقديم إيضاحات وتفاسير لنتائج اللقاء الذي (...)
كأني بالشاعر العربي القديم يزور العرب في محنتهم بالزمن الإيراني الصعب، مواسيا لهم. ومخففا عنهم بقوله: ”يعطيك من طرف اللسان حلاوة / ويروغ منك كما يروغ الثعلب”. والمراوغة، في أبسط تعريف لها، هي التغطية بالكلام أو الممارسة، على النيات غير الطيبة التي (...)
هل كان التغيير متوقعا، وعلى هذا المدى من الاتساع؟ كان هناك شعور عام بأنه محتم وقادم. لكن ليس بهذه السرعة. وليس بهذا العمق والاتساع، في ظروف الحرب اليمنية. تغيير الفرسان والخيل في زمن الحرب قرار صعب، لعدم الرغبة في فسح المجال أمام العدو والخصم، (...)
هزمها. فوزّرها. وأجبرها على تنفيذ سياسته الخارجية المترددة. استقالت هيلاري من الوزارة. فاختصر زملاؤها الرجال في الكونغرس دورها التشريعي. ملت. فدشنت معركتها الرئاسية مبكرة. لكن أي زلة أو كلمة قد تضر بها. الوجوه الشبابية المتنافسة والطموحة تجعلها تبدو (...)
سمعت وقرأت، عن بعض رجال الدولة الكبار الذين رافقوا الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود في مسيرته الطويلة، أنه كان عندما يحتضن في مجلسه، نجله الأمير سلمان صبيا صغيرا، يلتفت إليهم قائلا: “غدا. إذا استعصت عليكم مشكلة. وأعوزتكم حكمة الحل، فعليكم بسلمان”.
في (...)
يستطيع ”الناشر” عزمي بشارة أن يحذف نصف ذكريات ”صديقه” فاروق الشرع، من دون أن أخسر أنا القارئ الفضولي شيئا. فقد كان الحشو الفائض في المذكرات بمثابة ”حكي جرائد” مقتصرا على قال. وقلنا. واجتمعنا. استقبلنا. جئنا. رحنا... ثم يبدأ سيل معتاد من اتهامات (...)
انتهت حرية الثقافة السياسية لدى “البعث”، بغدر الجيل الحزبي الثاني والثالث، بمثقفي النخبة في الجيل الأول، وإقصائهم عن السلطة والسياسة. وعندما طلب الناشر (عزمي بشارة) من “صديقه” فاروق الشرع أن يكتب مذكراته، أصر وزير الجيل الثاني على أن “يستأذن” قيادة (...)
لا أدعي أنني أخترع البارود، عندما أكتب عن سبب إخفاق المشروعين القومي والإسلامي. فقد سبقني إليه كتّاب وباحثون عرب وأجانب، في السياسة. والتاريخ. والاجتماع. والفلسفة. والأدب. وحتى في الصحافة، عندما كانت الصحافة العربية والإعلام أكثر حرية وتسامحا، مما (...)
الانقلاب العسكري يفقد الشرعية، لاعتماده القوة في الاستيلاء على السلطة. الانقلاب يلغي السياسة، ويعتمد الفاشية الأمنية، وهو لا يستخدم العنف لإرهاب خصومه وأعدائه، وإنما أيضا لتصفية الخلاف بين قادته. والانقلاب على الانقلاب سهل، لأن قائد الانقلاب لا يملك (...)
البورقيبية ليست بآيديولوجيا. البورقيبية طبعات. كانت الطبعة الأولى مسرحا كبيرا لممثل واحد. احترف الحبيب بورقيبة تمثيل الميلودراما خمسين سنة: محاميا. مناضلا ضد الاستعمار. في خمسينات الاستقلال غدا رئيسا وزعيما أوحد. اشتراكيا في الستينات. رأسماليا في (...)
البورقيبية ليست بآيديولوجيا. البورقيبية طبعات. كانت الطبعة الأولى مسرحا كبيرا لممثل واحد. احترف الحبيب بورقيبة تمثيل الميلودراما خمسين سنة: محاميا. مناضلا ضد الاستعمار. في خمسينات الاستقلال غدا رئيسا وزعيما أوحد. اشتراكيا في الستينات. رأسماليا في (...)
تروي الحكاية الشعبية أن عربيا أطنب في مدح شمائل صديق كردي. ثم استدرك قائلا: ”لكن للأكراد علة واحدة”. فرفع الكردي قبضته، وسدد لكمة قوية إلى الصديق العربي سائلا بحدة: ”وما هي؟!”. أجاب العربي وهو يتأوه من الألم: ”هذه هي” مشيرا إلى قبضة الصديق.
هل (...)
أقام العرب في إسبانيا والبرتغال 800 سنة. لم يهتموا بالأسلمة. إنما أنشأوا حضارة زاهية. وفرضوا ثقافة زاهية. وفرضوا ثقافة رائعة. لم ينته وجودهم هناك، إلا عندما تمزقت دولتهم الواحدة إلى دويلات تسقط. وتتسلم الواحدة تلو الأخرى. كان الاسم فخريا: دول (...)
رسم رسام عصر التنوير المرأة الأوروبية، كما وجدها. فبدت في اللوحة الفنية ممتلئة. سمينة. جاءت الرأسمالية. فشغَّلت الرجل في منجم الفحم تحت الأرض. وشغَّلت المرأة في مصنع الصف الطويل فوق الأرض.
لزيادة الإنتاجية، أشاعت الرأسمالية الصناعية ثقافة الرياضة (...)
هل نعيش لنأكل؟ أم نأكل لنعيش؟! سؤال حير الفلاسفة والعلماء. قيل في الأثر: {نحن قوم لا نأكل حتى نجوع. وإذا أكلنا لا نشبع}. وهذه قاعدة صحية سليمة اعترف بها العلم والطب.
تفاهة كبيرة. وابتذال للحياة، القول إننا نعيش لنأكل. يكفينا، إذن، من الغذاء ما يحفظ (...)