احتلت اللغة منذ نشوئها وفي مجرى تطورها المكان الأول والأهم في علاقات الإنسان مع البيئة المحيطة به، لأنها – أي اللغة – تعد أرقى ما لدى الإنسان من مصادر القوة والتفرد كونه الكائن والوحيد الذي يتصل بغيره عن طريق الألفاظ المتمثلة بلغة الكلام التي يطلق (...)
إن التعبير عن المعنى يتم بطريقتين:
1 . الرموز اللفظية، ويطلق عليها اللغة الحقيقية.
2 . الرموز غير اللفظية، وهذه لا تجمعها قواعد تسلسل وتتابع مثل التي تحكم الرموز اللفظية.
يتضح مما مضى أن أصحاب الرأي الثاني يسندون توضيح ماهية اللغة إلى وظيفة الرمز، (...)
تعرف اللغة أيضا بأنها مجموعة تقاليد صوتية، ورثتها الجماعة اللغوية عن أسلافها، فالتزمت بها بمعنى أن الفرد الذي يتكلم بلغة المجتمع الذي نشأ فيه يستعمل أصواتا وصيغها ومفرداتها وتراكيبها، حسب أصول استعماليّة معينة، فتصبح في النهاية سلوكا اعتياديا له، (...)
لم يستعمل العرب كلمة (لغة) في كلامهم، وإنما كانوا يستعملون كلمة (لسان) للدلالة على اللغة، والقرآن الكريم لم يستعمل هذه اللفظة بالمعنى المعروف عندنا، وإنما استعملت بمعنى الساقط من الكلام الذي لا طائل تحته.
كما جاء في سورة فصلت {وقال الذين كفروا لا (...)
هناك من ينظر إلى تطوّر اللغة العربيّةِ نظرةَ ارتيابٍ وتوجّس، فيرى أنّه نوعٌ من الانحراف اللغوي عن صيغ الفصحى وأساليبها، فهذا الفريق يرى أنّ السّماح بتطوّر اللغة جيلاً بعد جيلٍ يبتعدُ بها عن لغة القرآن بعد قرونٍ عدّة ، كما يبتعد بنا عن تراثنا العربيّ (...)