عندما اشتريت كتاب أحلام مستغانمي الأخير "أصبحتُ أنت" (بضم التاء الأولى) لم أكن أتصور أنني سأسترجع معه سنوات وسنوات من ذكرياتٍ أشعلت أحلام فتيلها بكتاب أنيق تجاوزت صفحاته الثلاثمائة.
الكتاب أساسا هو قصيدة حنينِ أديبةٍ لأبيها المجاهد المتوفى، وهو يبدأ (...)
تقول بعض الحكايات أن مثّالا أراد أن يصنع تمثالا يجسد خصلة أخلاقية معيّنة، فدلّه البعض على من يستلهم منه الملامح المطلوبة.
ولو استطعتُ أن أصنع تمثالا يجسد النزاهة والوطنية والأمانة والكفاءة والإخلاص والتقشف والزهد في وقت واحد، لاستلهمته من صورة (...)
توّقفت منذ عدة شهور عن تناول الوضعية المتدهورة للعلاقات مع الجار المغربي، ولأكثر من سبب.. كان البعض حولي يدفع بي نحو الإحباط وهو يقول: أنت تنفخ في جمرات ميتة لن ينالك منها إلا رمادا يؤذي عينيك ويلهب حلقك ويخنق صدرك. وكان البعض، وخصوصا من خارج منطقة (...)
منذ سنوات وسنوات وبفضل شباب متوقد الحيوية عميق الوعي ملتهب الوطنية ومع الكثيرين من أهل الخير رحنا نتصدّى لتوجهات مَريضة مغرضة كانت تحاول أن تسيئ لكل ما هو نبيل وشامخ في تاريخنا، وأن تشوه مسيرة الكثيرين من رجالاتنا بما جعل من أصحاب تلك التوجهات وجودا (...)
بدأتُ أصل إلى اليقين المؤسف، بأن الحرب الصليبية لم تنته بعد وأنا ألاحظ أن الجنس الأوربي، كاثوليكي أو بروتستنتي الانتماء الديني، يتجاهل، في تعامله مع الجنوب، كل منطق يُعبّر عن العقلانية الإنسانية. ولولا ما ارتكبه السوفييت في أفغانستان والشيشان، (...)
بدأت أصلُ إلى اليقين المؤسف، بأن الحرب الصليبية لم تنته بعد، وأنا ألاحظ أن الجنس الأوروبي كاثوليكي أو بروتستنتي الانتماء الديني، يتجاهل، في تعامله مع الجنوب، كل منطق يُعبّر عن العقلانية الإنسانية، ولولا ما ارتكبه السوفييت في أفغانستان والشيشان، (...)
لن أملّ من مواصلة المطالبة بوقفات نسترجع فيها ونراجع مواقف اتخذناها وأحداثا عشناها ومراحل قطعناها، تعرضتْ بشكل كامل أو جزئي لما يفرض أن نعيد النظر في تعاملنا معها، سلبا وإيجابا، ونصحح ما يمكن أن يكون خطأ في التقدير أو سوءاً في التدبير أو خللا في (...)
طالبت أكثر من مرة بوقفة نقدا ذاتيا نراجع فيها أنفسنا بالنسبة للكثير من المواقف التي اتخذناها في مراحل مختلفة من المراحل التي عرفها الوطن العربي وعانينا منها الكثير.
وأسعدني أن قرأت سطورا للدكتور رامي عزيز تؤكد أنني لم أكن بعيدا عن إدراك المتطلبات (...)
أستطيع أن أدعي بأن المئات بل الآلاف بل عشرات الآلاف قد أحسوا بسعادة بالغة وهم يتابعون تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جربة، بتراجع اللغة الفرنسية في منطقة المغرب العربي، وإن كان الرئيس الفرنسي لم يمتلك شجاعة الاعتراف بالسبب الحقيقي لذلك (...)
فوجئ من كانوا حولي في المنزل بانفجاري ضاحكا وأنا أتابع اللقطة التي قدمت اللاعبين الألمان وهم يُغطون أفواههم بأيديهم لإعلان الاحتجاج على قرار قطر بمنع شارات الشذوذ الجنسي من الدخول إلى الساحات الرياضية التي تحتضن مباريات كأس العالم.
وكان أول ما أثار (...)
أن يكون هناك من يكرهون الجزائر لسبب أو لآخر أمر لا يستوجب الغضب والاحتجاج ولا حتى اللوم والعتاب، فلكلٍّ أسبابه ومبرراته، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمعطيات تاريخية متناقضة تدخل فيها اعتبارات إقليمية وذاتية يعتبر تجاهل دورها نوعا من قصر النظر (...)
أحداث منطقة "الكركرات" تبدو كأنها شجرة تحجب غابة كثيفة من الخطر أن نركز عليها عيوننا بما يحجب الغابة بكل ما فيها.
ولا يمكن لعاقل أن يتجاهل التوقيت الذي تفجرت فيه الأحداث، والذي تزامن، بالنسبة لنا في الجزائر، مع وضعية القلق التي نعيشها إثر مرض الرئيس (...)
صاحب الجلالة:
مواطن من هذا البلد لم يألف طقوس الحديث مع الملوك والأمراء، يريد أن يتحدث معك، فهل تأذن له يا صاحب الجلالة؟
مواطن لم يَخدع ولم يُخدع ولم ينخدع....مواطن يسألك بكل أدب واحترام.
لمَ كلُّ هذا يا صاحب الجلالة؟
ما الذي تفعله بهذه المنطقة، (...)
بدأت أكتب تعليقا على هذه الرسالة الرائعة، ووجدت أن إضافة كلمة واحدة لها تقليل من شأنها، وأضعها كما هي تحت تصرف القراء.
سيد ماكرون.
قصر الإيليزيه – باريس.
السلام على من اتبع الهدى.
وأما بعد.. وصلني أنك في ذهول كيف أن صوفي بترونين المرأة الفرنسية من (...)
(1)- كان أدولف هتلر دكتاتورا بمعنى الكلمة، ويتحمل المسؤولية الأولى في الأهوال التي عاشها العالم في الحرب العالمية الثانية، لكن هناك مواقف لا يمكن أن ينساها مؤرخ نزيه تثبت بأن «الفوهرر» كان رجلا يعرف كيف يتحمل مسؤولية الرجل الأول في الدولة، وكيف يسجل (...)
أصبحت الصحف الإلكترونية التي توفر مكانا لتعليقات القراء من أهم منتديات الحوار الفكري الذي أتصور أنه يفرض اليوم نفسه كضرورة حيوية للخروج من «جُبّ» الحضيض الذي سقطنا فيه. وهكذا، فإن الكاتب المناضل (وتوضيح الصفة مقصود) لم يعد يتصرف بمنطق «قُلْ (...)
منذ خطاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في جامعة القاهرة، بدعوة من شيخ الأزهر السابق، تصاعد الحديث عن «تجديد الخطاب الديني» ويقصد به حصريا: الدين الإسلامي. وعندما بدأتُ الكتابة لتسجيل تحفّظاتي على هذه الدعوة المشبوهة، عاجلني السفير الجزائري في (...)
وجدت لزاما عليّ، وعلى ضوء تعليقات قرأتها وخصوصا بقلم أشقاء أعزاء من المشرق العربي، أن أوضح بعض المعطيات التي بدا لي أنها غير واضحة خارج إطار المغرب العربي، ومن بينها تعبير "المفرنسين" ( FRANCOPHONES).
فقد عرفت الحركة الوطنية الجزائرية العديد ممن (...)
وجدت لزاما عليّ، وعلى ضوء تعليقات قرأتها وخصوصا بقلم أشقّاء أعزّاء من المشرق العربي، أن أوضّح بعض المعطيات التي بدا لي أنها غير واضحة خارج إطار المغرب العربي، ومن بينها تعبير «المفرنسين» (FRANCOPHONES).
فقد عرفت الحركة الوطنية الجزائرية العديد ممّن (...)
تم في التسعينيات تعديل نظام البلديات الجزائرية (1541 بلدية) للتخلص من كل من كان ينتسب للجبهة الإسلامية.. حيث أصبحت البلديات تدار بنظام لقيط اسمه الإدارات التنفيذية، وأصبح كل ما هو إسلامي شيئا أشبه للسلطات بالجمل الأجرب.
وفي تلك المرحلة كان في حي (...)
الحلقة السّادسة والأخيرة
لو كانت الأمور كما يجب أن تكون لوجدنا جامعة الدول العربية تقوم بدور القائد الرائد لعملية التضامن والتعاطف مع لبنان في أخطر أزمة تمر به منذ الحرب الأهلية، والتي دفعت الرئيس الفرنسي إلى المبادرة بالسفر إلى بيروت، وبدا وكأنّ (...)
عشرات الآلاف أدوا صلاة الجمعة قبل مؤخرا داخل مسجد "أيا صوفيا" وفي الساحات المحيطة به وسط حماس جماهيري هائل، لم تؤثر عليه مواقف بعض المعارضة التركية للقرار القضائي باستعادة مسجد "أيا صوفيا" لما كان عليه في الثلاثينيات وقبل أن يُحوّل بقرار قضائي (...)
الحلقة الخامسة
أتصوّر أنّ الأمين العام لجامعة الدول العربية الشاذلي القليبي كان يُحسّ في مؤتمر القاهرة إثر غزو الكويت بأنّه أقرب إلى الزّوج المخدوع، فقد كان كل شيء يجري وراء ظهره، وفرض شعور غامض وجوده على كل الحركات والتحركات داخل أجواء المؤتمر، (...)
الحلقة الرابعة
تزامنت أحداث السّاحة العربية مع الأزمات التي عاشتها الجزائر بعد أحداث أكتوبر 1988، والتي أجهضت مشروعا كان الحديث عنه بدأ يتزايد وهو الوحدة بين ليبيا والجزائر، وهو موضوع لم يكن لمعظم دول الجامعة العربية والجامعة أي دور فيه، اللّهمّ (...)
الحلقة الثالثة
أصبح المعروف من السياسة بالضرورة (على وزن المعروف من الدين بالضرورة)، أنّ الجامعة العربية تقوم بدور المحلل لما ترتكبه الأنظمة النافذة المتحكّمة في المنطقة، والفاعل أصبح نائب فاعل، والمبتدأ لم يعد له خبر، والضمير استتر إلى غيبٍ لا يبدو (...)