تحصلت ''الجزائر نيوز'' على نص التعليمة التي أوردتها وزارة المالية إلى المديريات العامة للبنوك العمومية، مؤخرا، تؤكد فيها تدفق كميات من أوراق نقدية مزورة من فئة الألف دينار، وأنه يستحيل الكشف عنها من خلال الآلات الحاسبة، لذلك أوصت أيضا، بتكثيف استعمال آلات الكشف بالأشعة ما فوق البنفسجية، ومضاعفة درجات الحذر، وتقول المصادر أن تعليمة الوزارة جاءت بعد معلومات مؤكدة عن إغراق المافيا الإيطالية بما يعادل حاويتين من العملة الجزائرية المزورة من فئة الألف دينار· جمعية البنوك: بنك الجزائر يولي أهمية كبرى للتجهيز الأمني بسبب تصاعد التزوير وتفيد مصادر ''الجزائر نيوز'' أن درجة التخوف من وصول الأوراق النقدية المزورة إلى البنوك سيما العمومية منها، بلغت درجة التأكيد في التعليمة على أعوان هذه المؤسسات المالية أنه ''حتى إذا انتابهم أدنى شك حول الأوراق النقدية من كل الفئات وخاصة الألف دينار، فإنهم باستطاعتهم تحييد القيمة المالية وإبلاغ مصالح بنك الجزائر''· وتفيد المصادر أيضا أن التعليمة التي أرسلتها وزارة المالية عن طريق بنك الجزائر، جاءت موازية لتردد معلومات على أعلى المستويات في المديرية العامة لأحد البنوك العمومية، أن المافيا الإيطالية تمكنت من تمرير ما يعادل حاويتين من فئة ألف دينار مزورة، من خلال إحكام إخفائها ضمن شحنات من السلع الاستهلاكية على أساس أنها مستوردة· كما أصبح لزاما على أعوان بنك الجزائر، مضاعفة درجات الحيطة والحذر خلال عمليات تنقل حركة رؤوس الأموال عند الإيداعات، حيث يجب تتبع آثار أصل الإيداعات والدفوعات· وقالت مصادرنا إن الألسن تتناقل في المديريات العامة للبنوك العمومية أخبارا عن نوعية النقود المزورة، وتفيد أنها عالية وفائقة الجودة ''كونها تعتمد فقط على طبع صورة الألف دينار على الورق الأصلي للعملة الجزائرية، مما يصعب عملية كشفها في الآلات المبرمجة أصلا على الكشف عن نوعية الورق قبل محتوى المطبوع''· ورجحت مصادر ''الجزائر نيوز'' أن تكون الشحنة الموجهة من طرف المافيا الإيطالية إلى السوق المالية الجزائرية، جزءا لم تتمكن منه مصالح الأمن في مدينة نابولي في جانفي 2009، حينما وضعت يدها على مواطن إيطالي يمتهن التوبوغرافيا داخل مطبعة حجزت بها 35 مليار سنتيم من العملة الجزائرية، وكلها أوراق نقدية من فئة ألف دينار، نسخت بتقنيات رفيعة عن طريق تكنولوجيا جد متطورة، وعلى أوراق نقدية حقيقية، كما تم إلقاء القبض على بقية عناصر المجموعة لاحقا. هذا، وربطت الصحافة الإيطالية الأمر آنذاك بتمويل القاعدة في المغرب الإسلامي، لكن دون أن تورد تفاصيل عن كيفية تنقل أو عبور الأموال المغشوشة إلى الجزائر، كما عرفت نفس الفترة تفكيك عصابة فرنسية مكونة من نحو 35 شخصا، يزوّرون العملة الجزائرية بمدينة ليون بعد أن كانوا قد استولوا على صفائح أوراق نقدية حقيقية، في عملية مسلحة في .2006 هذا، واعتبر عبد الرحمان بن خالفة، رئيس الجمعية الوطنية للبنوك، أن ''مصالح بنك الجزائر تولي أهمية كبرى في الفترة الأخيرة إلى هذه الظاهرة، خاصة في ما يتعلق بالتجهيز بالآلات عالية التكنولوجية التي تسمح الكشف عن الأوراق المزورة وتجنيب تورط العمال والموظفين، بسبب ضعف آلات الكشف أو تعطلها''· كما أكد رئيس الجمعية ''أن التزوير لم يعد مقتصرا على النقود بل الشيكات أيضا، وهو ما يجعلنا في المقام الأول نحذر موظفينا من الإخلال بدرجات الحذر المهني أو نترك الأمور التقنية لبنك الجزائر''· إلى ذلك اتصلنا ببنك الجزائر لمعرفة عدد الكميات المحجوزة من الأموال المزورة، لكن دون جدوى·