عرض، أول أمس، المسرح الوطني الجزائري مسرحية ''لحظات للمسرح'' التي تعد أول عر ض للمسرح الجهوي لمدينة قالمة الذي دخل العمل مؤخرا، والذي من المنتظر أن يشارك لأول مرة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي سيقام شهر جوان القادم· تدخل مسرحية ''لحظات مسرح'' لمخرجها حيدر بن حسين في إطار مسرح العبث، شارك في تمثيلها كل من ادار محمد، بلكروي عبد القادر، وراد فتيحة، قابوش خليل، بالإضافة إلى كل من بن يعقوب ياسين وعداس أسمهان، حيث تدور أحداثها حول جماعة من الشباب الموهوب في التمثيل المسرحي تحاول أن تجد مكانا تتمرن فيه على مسرحيتها الجديدة التي تريدها أن تنال إعجاب الجمهور الذي سيشاهدها، هذه المسرحية التي تبدأ بشكل عادي ومفهوم، لكن في الأخير تجد نفسها في عالم آخر، غريب وغير مفهوم، كغرابة وتعقيد طباع الشخصيات التي يجب أن تتقمص، وتتخلص فيه صعوبة في تقمص دور شخص آخر غير شخصيك، ومحاولة امتلاك نفسية أخرى غير نفسيتك حتى وإن كان في تمرين على مسرحية، المسرحية التي كان يتمرن عليها الشباب تروي قصة مقتبسة من نص ''حكام قطر الندى'' ل ''جاك رومان'' الذي يروي قصة زوجين فقيرين لم يعرفا مصير إبنهما الوحيد، أيكون ميتا أم حيا بعد رحيله إلى كوبا، ويتفاجآ بعودته، دون سابق إعلام، لكن الفرحة هذه التي تلي اللقاء لن تدوم طويلا حيث يغادر مرة أخرى المنزل بحثا عن الماء بسبب الجفاف الذي تشهده القرية· كانت سينوغرافيا المسرحية التي أنجزها حمزة جاب الله جد بسيطة، بساطة المكان التي تجري فيه التمرينات، حيث حاول فيها أن يصنع ركحا على ركح بشطارزي، من خلال الكراسي، الستائر وبعض مصابيح الإضاءة، في حين كان إخراج مسرح عبثي بأتم معني الكلمة، الكل يتكلم في آن واحد، بخلفية موسيقية صاخبة كانت أقرب إلى العبث المسرحي منها إلى مسرح العبث·