''الترجمة الأدبية لا تحتاج إلى شهادة جامعية حيث هناك العديد من المترجمين ترجموا الكثير من الأعمال الأدبية، غير أنهم لا يملكون شهادات جامعية، أما أنا أفضل ترجمة الأدب الكلاسيكي، ودليل ذلك ترجمة لكتاب عالميين أثروا الساحة العالمية بإبداعاتهم كترجمة ''رحيل بلا وداع'' لإرنست همغواي''، هذا ما أكده بالأمس حمزة عماروش، الكاتب الواعد، حين نزل ضيفا على فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي· وقد تحدث عميروش عن تجربته المتواضعة في الكتابة، حيث قدم كتابه المعنون ''كيف يشطح الثعلب'' أو ''زغاريد وليمة الطرشان''· وأكد الكاتب أن إصداره عبارة عن نصوص مستمدة من واقع المجتمع الجزائري موجهة بدرجة الأولى إلى الشباب، كما أضاف المتحدث في السياق ذاته أن كتابه يطرح قضايا اجتماعية وسياسية بطريقة هزلية تشبه إلى حد بعيد مقامات من أدب المرارة الاجتماعية، وقد أرجع المتحدث السبب الرئيسي لاختياره هذه الطريقة يرجع إلى حبه الشديد للكتابة بطريقة تلقائية بعيدة عن الأسس الكلاسيكية· وفيما يخص اختيارة للهجة العامية في كتابته، أرجعها عماروش إلى أنها سمة حضارية، وذلك من خلال التفنن في عملية الإبداع· وأضاف المتحدث أنه استمد تلك الطريقة في الكتابة عن كاتب ياسين الذي ساهم في تغيير الوجهة الحقيقية للمسرح من خلال إخراجه إلى الجمهور باللهجة العامية بتأسيسه فرقة ''دبزة''، التي -كما أكد- أحدثت ضجة كبيرة· وفي نفس السياق، أكد حمزة أن اللغة العامية حين تكون موظفة بطريقة حسنة فإنها تحقق ما لا تحققه اللغة الكلاسيكية· كما اعتبر الكاتب أن إصداره يصنف ضمن الكتب الجوارية المرتبطة بأدب الشباب، ما شجع المقروئية بين أوساط الشباب· وإلى جانب الحديث عن تجربته، أمتع الكاتب الحضور ببعض القصائد من الشعر الملحون كقصيدته المعنونة ''البلاد''، وتغنى عماروش بجمال الجزائر وهي تعيش أصعب أوقاتها، ليعرج بعدها إلى قراءة قصيدة ''الأم'' التي سافر الحضور من خلالها إلى أجمل أوقات الطفولة والحنان الذي تقدمه الأم إلى أبنائها ليصل بالحضور إلى قصيدة أخرى من الشعر الملحون طرحت بين طياتها قضايا الفساد التي تعيشها البلاد والتسلط على أموال الشعب، وقدم ذلك بطريقة إبداعية جميلة، حيث مزج بين جماليات الفن والإبداع·