انتشرت الجريمة حتى في أماكن العمل، وأصبحنا نسمع مرارا بجرائم القتل التي تحدث في حق أرباب العمل التي يرتكبها موظفون أو عمال بمؤسساتهم الخاصة لأسباب تافهة لا تستحق الوصول إلى هذا الحد· أمثلة كثيرة عن ذلك حدثت في مجتمعنا الذي نمت في أوساطه هذه الظاهرة الخطيرة، من بينهما قتل مقاول يملك ورشة للبناء ببئر خادم من قبل حارس يعمل عنده، هذا الأخير المدعو (ز· طارق) دخل في مناوشات كلامية مع صاحب العمل (ب· ميسوم) البالغ من العمر 50 سنة، وسرعان ما تطورت إلى شجار عنيف بينهما انتهى بالقتل· في شهر جوان ,2009 وفي حدود الساعة الثالثة مساء، طلب المدعو طارق من المقاول (ب· ميسوم) أن يعين حراسا إضافيين معه، وأن يرقيه إلى رئيس للعمال، هذا الأخير رد عليه بأنه صاحب العمل، وهو المسؤول الوحيد عن تعيين العمال أو طردهم، وعندها دخل في مناوشات كلامية معه وتلفظ خلالها المقاول بكلام غير لائق للحارس طارق الذي أكد أنه قام بسبه وشتمه أمام كل عمال الورشة، ووصل به الحد إلى سبّ والدته، والأمر الذي لم يهضمه المتهم طارق ووقع شجار بينهما، وعندها طلب صاحب الورشة منه أن يتبعه إلى مكتبه كي يكملا حديثهما، وهذا ما حدث فعلا، لكن -حسب ما أكده طارق- فإن هذا الأخير واصل في سبه وشتمه، وفي لحظة غضب أخرج طارق سكينا كان يخفيه في حقيبة ظهر يستعملها العمال في حمل ملابسهم الشتوية كانت موجودة بالمكتب، وقام بطعن الضحية عدة طعنات، ثم خرج وأغلق الباب وراءه وكأنه لم يقترف شيئا، لكن الضحية قاوم إلى أن وصل إلى باب المكتب وفتحه ثم صرخ فسمعه العمال الذين سارعوا إليه وعلى جناح السرعة نقلوه إلى مستشفى القبة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة· وبعد توقيف المتهم فتحت مصالح الأمن تحقيقا في القضية، وخلال استجوابه، اعترف المتهم بالوقائع المنسوبة إليه، وأحيل بذلك على محكمة جنايات العاصمة على أساس جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، لكن أثناء مثوله أمام هيئة المحكمة أكد المتهم طارق أنه لم يكن ينوي قتل الضحية الذي استفزه كثيرا خاصة عندما سبه وشتمه أمام عمال الورشة، وما أثار غضبه هو سبّ والدته، غير أن النائب العام خلال مرافعته أكد أن المتهم كان يهدد الضحية بعدما طلب منه الزيادة في راتبه وتعيين حارس آخر معه، وبذلك اعتبر التهمة قائمة، والتمس في حقه عقوبة السجن المؤبد، وهو الحكم الذي أصدرته محكمة الجنايات بعد المداولات·