ينظم الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالتعاون مع الجمعية الثقافية ''نجوم الشباب'' حفلا تكريميا يوم الجمعة المقبل بقاعة الموفار، تخليدا لذكرى الفنانة الراحلة ''الشيخة طيطمة''، بحضور العديد من الفنانين وتنظيم معرض حول مسيرتها الفنية· يجمع برنامج تكريم الفنانة الراحلة الشيخة ''طيطمة'' بين العديد من النشاطات الثقافية على غرار المعرض الذي سينظم تخليدا لذكراها ومسيرتها الفنية بقاعة الموفار، وهو يضم مجموعة من الصور والوثائق والمرفق بعرض للأزياءالتقليدية، إلى جانب عرض شريط وثائقي حول حياة الشيخة ''طيطمة''· وسيحضر الحفل الذي سينشطه مراد زيروني، فرقة الزرنة وأوركسترا ''المطربية'' بقيادة بوعلام رشيد، كما سيشارك في هذا الحفل التكريمي الفنانة قارة تركي والفنان كمال مزيان، إلى جانب الفنانة نادية بن يوسف... وغيرهم· يذكر أن الشيخة ''طيطمة'' أو طيطمة ثابت، كانت من مواليد تلمسان سنة 1891 وتوفيت سنة 1962 إثر مرض عضال في مسقط رأسها، وهي من المطربات القلائل اللواتي تناولن التراث الأندلسي والحوزي والعربي على حد سواء، وقد تعلمت العزف على آلات موسيقية عديدة منها العود والكويترا والكمان، وتعاملت كثيرا مع الفنان الشيخ عبد الكريم دالي الذي شجعها وسجل معها بعض الثنائيات الغنائية، وقد بدأت مسيرتها الفنية بنوع بسيط من الغناء تغنيه النساء التلمسانيات موروث اسمه الحوفي، والذي يشبه دندنة المرأة التي تغني لرضيعها حتى ينام. وسطع نجم الشيخة ''طيطمة'' نظرا لصوتها الساحر، ولكن كان هناك سببا آخر، إضافة إلى الصوت، وهو إتقانها العزف على آلة الكويترا وآلة الكمان، إضافة إلى تكوينها الجيد باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى أدائها بالعامية، وهذا ما جعلها تحفظ القصائد بسرعة· وكانت تصاحبها في حفلاتها أول الأمر أوركسترا عمر بخشي وأيضا انضم إليها عبد الكريم دالي والبيانيست جيلالي زروقي، وكان هذا الأخير وفيا لها حيث صاحبها في كل حفلاتها التي أقامتها عبر أنحاء القطر الجزائري والمغرب الأقصى وفرنسا، وقد كان متميزا في عزفه ومتألقا في الاستخبار بأنماط الزيدان والموال والسيكا والعراق· وقد وجد جيلالي زروق ضالته المنشودة في صوت الشيخة طيطمة، ما جعلها تقفز قفزة نوعية نحو حوزي جديد يعالج قصائد لابن المسيب واليعقوبي ومحمد بن سهلة وبن تريكي وأحمد زنقلي، كما أدت الشيخة ''طيطمة'' أيضا قصائد ذات طابع أندلسي، وذلك إثر انضمامها إلى أوركسترا سيمفونية أوروبية كانت تنشط بمدينة وهران·