وافق مجلس النواب البلجيكي على مشروع قانون لحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، وهو إجراء يجعل بلجيكا أول دولة تجرم ارتداء النقاب· وأيّد 136 من أعضاء مجلس النواب الإجراء وامتنع عضوان فقط عن التصويت· ومن المرجح أن يصبح مشروع القانون الذي يحظر جميع الملابس التي تغطي الوجه بشكل كلي أو جزئي قانوناً في الشهر الجاري، إذ ليس من المتوقع أن يعرقله مجلس الشيوخ· من جانبها، ذكرت منظمة العفو الدولية، أمس، أن فرض حظر كامل على النقاب ينتهك حرية التعبير والأديان، منددة بموافقة البرلمان البلجيكي على مسودة قانون بشأن هذه القضية· في هذه الأثناء، كشف نص نشرته صحيفة ''لو فيغارو'' الفرنسية الجمعة، وأكده مصدر قريب من الملف، أن الحكومة تنوي معاقبة من يفرض على امرأة ارتداء النقاب بالسجن لعام واحد ودفع غرامة قدرها 15 ألف يورو· ونشرت الصحيفة مادتين من مشروع القانون الذي قدمته وزيرة العدل، ميشال اليو ماري، وسيعرض على مجلس الدولة قبل تقديمه إلى مجلس الوزراء في 19 ماي الجاري· ولا يذكر النص صراحة النقاب أو البرقع بل يقضي في مادته الأولى بأن ''لا أحد يمكنه في مكان عام ارتداء لباس يهدف إلى إخفاء الوجه'' تحت طائلة دفع غرامة تبلغ 150 يورو أو ''كإجراء بديل أو إضافي الخضوع لدورة تأهيل في المواطنة''· وتتحدث المادة الثانية عن جنحة جديدة هي ''التحريض على إخفاء الوجه بسبب الجنس''، وهي تنص على فرض زي كهذا ''بالعنف أو التهديد أو استغلال السلطة أو النفوذ يعاقب بالسجن لمدة عام وغرامة قدرها 15 ألف يورو''· وتدرج هذه الجنحة الجديدة في الفصل الخامس من قانون العقوبات المتعلق بالمساس بكرامة الفرد· هذا ما تناقلته وكالات الأنباء طوال اليومين الماضيين··· أوربا تخطو خطوة جديد في التضييق على الممارسة الحرة للأديان والمعتقدات، وهي التي كانت حتى وقت قريب ملاذا آمنا لدعاة الحرية وحتى من أكثر المتشددين وحتى من دعاة التطرف· وأضحى ارتداء زي يشير صراحة إلى الدين أو المعتقد·· والبداية كانت في مدارس فرنسا حيث منع قبل نحو ثلاث سنوات ارتداء أي شيء يشير إلى الديانة أو المعتقد، وبعدها شن نظام نيكولا ساركوزي حربا شعواء ضد ارتداء الحجاب وحكومته اليوم تسعى لاستصدار قانون يجرم ارتداء النقاب رغم معارضة مجلس الدولة الذي اعتبر ذلك منافيا للدستور الفرنسي· لكن المملكة الجارة بلجيكا كانت السباقة لمنع النقاب، وفي صمت تام، حيث لم تثر المسألة كل ذلك الشطط الذي أثارته في فرنسا وتم تمرير القانون بهدوء·· إذن، هي عنصرية ترتدي نقابا·· نقاب يخفي تحته نوايا سلخ المهاجرين العرب والمسلمين من هويتهم رغم أن الأجانب الذين يعيشون في البلدان العربية والإسلامية لم يسبق أن ضايقهم أحد على مظهرهم واللباس الذي يرتدونه· وربما لن تتوقف الحملة عند هذا الحد بل ربما سيتم استصدار قوانين أخرى قد تمنع إطلاق اسم محمد على المواليد الجدد للمسلمين···