احتفل شعبنا الفلسطيني بيوم الأسير بفعاليات عدة، منها المظاهرات والشعارات والشجب والاستنكار ومهرجانات الخطابة والمؤتمرات، ورفعوا الصوت عاليا ليسمع كل العالم الصوت الفلسطيني الأدبي الذي لا تستطيع جدران ولا أسوار ولا أبواب الحديد الإسرائيلية محكمة الإغلاق منعه من الوصول حرا طليقا للعالم، كما لم تستطع من قبل آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية وكل الأساليب الاحتلالية الإرهابية كسر شوكة وصمود وإرادة هذا الشعب، حيث تحطمت على صخرة الصمود الفلسطيني كل المخططات والمؤامرات والدسائس رغم الأثمان الباهظة والتضحيات الجسام التي قدمت في سبيل أن تبقى قضية فلسطين حية لا تموت حتى تحريرها وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف ولست أبالغ حين أقول إن للحركة الوطنية الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية فضل كبير على مقاومة الاحتلال وصمود هذا الشعب العظيم، إذ أن هؤلاء الأشراف من الرجال والنساء والأطفال قدموا صدق ولائهم ودفعوا فواتير انتمائهم لهذا الشعب وهذا الوطن أجمل سنين حياتهم حتى كانوا المحرك والدافع والمنارة التي ترسل نورها على هذا الشعب ولكل الأحرار في العالم وتدفعهم وتمدهم بقوة العطاء والتضحيات في سبيل عيش كريم وحياة تسر الصديق أو ممات يغيض العدا· إن قضية الأسرى هي إحدى الركائز المهمة في جوهر الصراع وأساس المقاومة والصمود رغم أنها لم تحظ بالاهتمام والتقدير والعناية والمتابعة بالقدر الكافي، إلا أننا نشهد في الفترة الأخيرة اهتماما إعلاميا ومتابعة صحفية لهذا الملف الجدير بالاهتمام والرعاية لأشرف الناس وأكرمهم وأعزهم لأنهم أشراف الأمة وأحرارها الأبطال الذين أدمى القيد معصمهم لكنه لم يثن عزيمتهم رغم كل ظروفهم ومعاناتهم وأساليب التنكيل الوحشية داخل السجون والضغوط النفسية الممارسة عليهم، إضافة لحبهم وشوقهم وحنينهم لأهلهم وأولادهم وأبنائهم وأمهاتهم الصابرات الساهرات الليالي الطوال تلهج ألسنتهن بالدعاء وتفريج الكرب ولمّ الشمل بعد طول غياب· إن أولى الناس بالتقدير والمحبة والعطاء هم أسرى الحرية والفداء وتستحق قضيتهم منا كل الاهتمام والتقدير كلّ في موقعه وحسب إمكانياته، كما أرى ضرورة تدويل قضية الأسرى وجعلها قضية ذات أهمية لكل جمعيات ومؤسسات حقوق الإنسان وكل المحافل الدولية والمؤسسات الإعلامية، وقد لاحظت أن كثيرا من المؤسسات اليهودية تؤرخ لجلعاد شليط في أسره، في حين أن الزمن قد ملّ عدّ الأيام والليالي والأسابيع والأشهر والسنوات لأسرانا الذين تجاوز البعض منهم ما يزيد عن الثلاثين عاما في سجون الاحتلال· والسؤال المطروح هل جلعاد شليط ابن تسعة أشهر وابن ناس وأحد عشر ألف أسير فلسطيني ليسوا كذلك؟ الواجب الوطني والديني والإنساني والأخلاقي رد الجميل لأشراف الأمة والوقوف معهم على مدار الساعة وفي كل أيام السنة لا في يوم الأسير فقط·