صنّف العقيد أحمد بن شريف، القائد السابق للدرك الوطني، بأن ما ذهب إليه رئيس الأرسيدي، سعيد سعدي في كتابه وما رد به علي كافي، بالأمر السياسي، وقال ''لن أدخل بينهما''· بهذه العبارتين، ردّ الكولونيل أحمد بن شريف في اتصال مع ''الجزائر نيوز''، أمس، على دعوة الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي الذي طالبه، بالإدلاء بشهادته عبر الاعلام دون تزييف، حول حقيقة إخفاء قاصدي مرباح جثتي العقيدين عميروش وسي الحواس في مقر وزارة الدفاع إلى غاية رحيل هواري بومدين، وذلك منذ .1963 وقدّر العقيد بن شريف بأن رد علي كافي بهذه الكيفية ''له خلفيات سياسية لن أنساق وراءه''· وقال أيضا بأنه لن يرد لا حاليا ولا لاحقا على ما جاء بينهما من سجال وجدال· علي كافي الذي ظهر أمس، عبر عدد انتقاه بين الصحف الوطنية، يرد على ما جاء به سعيد سعدي من ''حقائق تاريخية'' عن مقتل العقيدين سي الحواس وعميروش، أوضح بأن تصريحاته لا تأتي لترد على سعدي رئيس الأرسيدي بل على ما ورد في الكتاب من ''موضحا بأن سعدي لا علاقة له بالتاريخ''· وبقدر ما ظهر أيضا القائد التاريخي للولاية الثانية مدافعا عن الكولونيل هواري بومدين وعبد الحفيظ بوصوف كونهما ''لم يتورطا في تصفية عميروش وسي الحواس''، واصفا إياهم جميعا بأبناء الثورة والعمالقة، ما عدا بومدين الذي قال عنه بأنه رقم مجهول في الثورة وأحاط نفسه بجماعة فرنسا، إلا أنه من جهة أخرى لم يشفع لعميروش عملقته ودهاءه الثوري، حيث قال علي كافي فيه ''فيما يتعلق بما قاله سعدي حول أن عميروش لم يترك علي كافي يحضر مؤتمر الصومام، فإن عميروش كان مكلفا بتوفير الحماية لوفد قادم من الولاية الرابعة وخلال اشتباك مع فرنسا حدثت واقعة خطيرة، حيث فر عميروش وترك الجماعة دون حماية ولما تلقى توبيخا من كريم بلقاسم وعبان ورأيته بعيني صامتا ولم يجرؤ على الكلام''· كما قال أيضا ''لم أوافق أبدا عميروش والحاج لخضر وبوقرة على قضية لا بلويت وتصفية المثقفين والإطارات في ولايتي، فقد تم زرع الشك في المناطق وتم تصفية كوادرنا ودعوني أن أحذو حذوهم، لكن تيقنت بأنه تم تغليطهم مخابراتيا، لقد أرسلت لهم لمين خان وقلت لهم بأن يبتعدوا عني''·