صداع آخر لا حل له ·· هكذا عبر حماري بعد أن سمع بأذنيه الطويلتين اللاعب ''زياية'' يقول بلسانه أنه رفض دعوة المنتحب الوطني·· قال وقد دلدل أذنيه وشفتيه وذيله الطويل·· يا صديقي ·· هل يعقل ما نسمع؟ قلت له ·· آه ضيعنا ساعتين كاملتين في متابعته ومتابعة اأصحاب ''لفنادر'' تشجيعا منا له وفي الأخير يطعننا بخنجر قاس؟ قال ·· آه ·· لو كنت أعرف أنها النهاية؟ قلت ·· لكسرت التلفاز اللعين ولا أسمع هذا الشاب يرفض نداء الوطن؟ نهق حماري ورمى ببصره بعيدا وقال·· سبحان الله ·· للنفوس أسرارها التي لا يكشفها سوى الزمن·· قلت له ·· لا أستطيع أن ألتمس أي عذر كان ·· إنها الجزائر·· بقينا غارقين في صمتنا اللعين وقد حولنا أنظارنا بعيدا عنه وعن البالون وعن ''الفنادر البيضاء'' التي ملأت الملعب ·· أطلقت تنهيدة عميقة ·· وحماري أيضا ·· لا أدري لماذا حزن حماري وحزنت معه ·· هي في الأخير ليست سوى لعبة لا أكثر! لكن حماري لم يقتنع بذلك كاد يذرف الدموع على ما سمعه من هذا الشاب ·· ولم ينتصف الليل حتى تناول كل المهدئات الموجودة في البيت ليزيح الصداع الذي تربص برأسه، ولكن الأمر لم يكن سهلا ·· الصداع لم ينته ·· نظرت إليه وقلت ·· أنت الحمار ·· البعيد كل البعد عن هذاالمجال تصدعت ·· إذن كيف سيكون حال سعدان ··الصداع الكبير في رأسه الآن؟ صرخ حماري عاليا ·· الله يكون معاك يا سعدان ·· الله يكون معاك؟؟