تعيش الساحة الإعلامية الإيطالية على إيقاع تداعيات فضيحة رشوة يشتبه في كون مئات المسؤولين من مختلف القطاعات متورطين فيها، مما أدى إلى تنامي الضغوط على الحكومة التي يقودها سيلفيو برلسكوني· ونشرت وسائل الإعلام الإيطالية، يومي الخميس والجمعة، قائمة تضم نحو 350 من الشخصيات البارزة يشتبه في أنها جنت مكاسب من أعمال تشييد نفذها مقاول بناء· ويشتبه ممثلو الإدعاء في أن المقاول، دييغو أنيموني - الذي يخضع للتحقيق بتهم الفساد - قدم خدمات إن لم تكن رشى مباشرة لمئات الأشخاص للفوز بعقود في مجال الأشغال العامة وغيرها من العقود المربحة· وتضم القائمة سياسيين ومسؤولين في الشرطة وأجهزة أمن سرية، وموظفين في الحكومة ومسؤولين تنفيذيين في شبكة التلفزيون الإيطالية الرسمية ''راي'' وكثير منهم على صلة وثيقة بيمين الوسط الذي يتزعمه برلسكوني· وقالت وسائل الإعلام أن محققين ضبطوا القائمة مع، أنيموني الذي ألقي القبض عليه في فيفري في تحقيق واسع النطاق في عقود أشغال عامة ضخمة مثل بناء الموقع الأصلي لقمة مجموعة الثماني العام الماضي· وقد بلغت تلك الفضيحة ذروتها عندما أجبر وزير التنمية الاقتصادية، كلاوديو سكايولا، على الإستقالة الأسبوع الماضي للإشتباه في كونه تلقى مبالغ مالية من المقاول المشتبه فيه من أجل اقتناء شقة فاخرة وسط العاصمة روما· وأثار عدد الأشخاص الذين يزعم أن التحقيق شملهم مقارنات بين هذه القضية وفضيحة أخرى قضت على جيل كامل من السياسيين في تسعينيات القرن الماضي· وكان العنوان الرئيسي لصحيفة'' ليبيرو'' الموالية لبرلسكوني هو ''سيلفيو تحرك وإلا سينتهي الأمر بالدموع''، محذرة رئيس الوزراء من تزايد الغضب الشعبي وحثته على التحرك لاحتواء الأضرار· ونقلت صحف عن برلسكوني قوله لمساعديه ''سأقيل كل المخطئين''، فيما دعا عضو بحزب رابطة الشمال المشارك في الائتلاف الحاكم رئيس الوزراء إلى ''أن يبين أن لديه العزم والشجاعة لتنفيذ عملية تطهير في صفوف حزبه''·