يهاتفني الصديق المبدع احميدة عيّاشي ليذكرني بأن هناك ملفا تخصصه ''الجزائر نيوز'' للحبيب الأبقى في ذاكرة الإبداع وهذي الكتابة بختي بن عودة في ذكرى رحيله، هو المقيم في القلب، فاهتزت الأضلاع شوقا لذلك الفتى المديد، المتطاول، العارف، القارئ، الشاعر، المفكر، الأستاذ الجامعي الذي ما انفك اسمه حاضرا هنا بالجزائر وفي العالم العربي عبر كتاباته التي شرقت ثم غربت ثم أناخَت حتى لا تريم ولا تبرح· أيها البختي الذي غادرنا باتجاه الملكوت الرهيف، أيمكن أن أنساك وأنت الأبقى وقد كتبتك في ''نصوص الفجيعة'' واستعدت دمك الرَّافل في دمه القاني في ''أزمنة المسخ الآتية'' وها أنت تقيم إقامته الأبدية في ''دم الذاكرة''، وهذا احميدة عياشي يستعيدك شخصية روائية في ''متاهات ليل الفتنة'' وفي المسارات السردية ''الهوس''، وقد أصاب الأمة وقتئذ، ففررت باتجاه عرش الرحمان تكتب لغتك الرهيفة، الشفيفة، الصادقة، العارفة، وقد اكتنزت بماء المتصوفة الآلي ظل مريدا لهم جميعا، ليصطلي نارهم: نار الإبداع إذ نتحلق حولها جميعا ثم تأخذنا الحضرة فيصَّاعد معراجا عند الَّطهارة: القوس الثاني· أنت الآن بيننا وفينا ومعنا، ولقد أعانتني وزارة الثقافة، إذ رعت الملتقى الوطني الأول والثاني فجاء أحباؤك كلهم دون استثناء يتذامرون من كل حدب الكتابة وصوب المحبة يريدون اسمك، إذ بكى الشاعر عبد الحميد شكيل وهو يستعيد شهامتك وأنت تؤدي الخدمة الوطنية، إذ تحتويك لغته الحنون، إذ تعانق لغة الشاعر عبد الله الهامل وهو يبكي وهران التي غادرتها إلى الملا الأعلى وغادرهَا هو إلى تندوف نكلة ونكايةَ· لقد رأيت ابنتك اسمهان إذ تجيء معسكر، إذ تكرم وقد نالت شهادة البكالوريا إذ تقول فرحة: ''أبي لم يمت أبدا، إنه هاهنا بين أحبائه وأصدقائه وهي تحمل رسالتك الجامعية عن الخطيبي التي نشرتها مديرية الثقافة لولاية معسكر وكذا كتاب الملتقى الأول وسيصدر الكتاب المتعلق بالملتقى الثاني قريبا وفيه كل الدراسات التي كتبت عنك وعن رفيق دربك عمّار بلحسن''· إنني أتعالى بك، وهذي الجزائر نيوز تفتح هذا الملف لتكون حاضرا كأبهى ما يكون الحضور، أنت الذي لم تغب أبدا، إذ عرفتك ببونة المحبة ووهران الباهية ومعسكر الماجدة وهأنذا الآن في قسنطينة العريقة أتباهى بك: كاتبا، عارفا وصديقا حميما مقيما بين القلب ونبضه إلى أن نلتقي عند البرزخ·