دخل المسرح الجهوي لمدينة وهران، أول أمس، المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني الخامس للمسرح المحترف الذي تتواصل مجرياته في المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بمسرحية ''النافذة'' المقتبسة من نص المسرحي العالمي ايمانويلو روبلس. اقتبس النص المسرحي الذي كتب في ثورات التحرر الأمريكولاتينية، حشماوي إبراهيم، وقد أعطاه بعض ملامح الثورة ضد الاستعمار الفرنسي في الثورة التحريرية الجزائرية، في حين تكفل بإخراجه ركحيا المخرج الشاب عباس محمد إسلام، وقد جسد أدوارها على الركح كل من خازم طاوس، يبدري محمد، حشماوي إبراهيم، حشماوي فضيلة وسمير بوعناني· كانت مسرحية ''النافذة'' وقفة تكبير وعرفان لمجموعة من المناضلين ساهموا بشكل كبير في تحرير الجزائر رغم أنهم لم يحملوا الجنسية الجزائرية، بل كان الكثير منهم فرنسيا يحارب ضد بلده الأم لصالح حقوق الإنسان والإنسانية. وتتحدث القصة والمسرحية ككل حول مستوطنة فرنسية تدعى كلارا، تطل من نافذة المنزل الذي تسكنه على سجن يستعمله المستعمر الفرنسي في احتجاز المجاهدين الموقوفين في معارك حرب التحرير، مجاهد جزائري يدعى جمال يوقع بها هي التي تشتغل في المستشفى من أجل استعمال تلك النافذة لمراقبة السجن قصد إيجاد طريقة لتهريب السجناء الجزائريين · جمال، وبعد تأكده من تحكمه في الموقف، يكلف بتنظيم عملية هروب لمجموعة من الفدائيين من هذا السجن، لكن في نفس هذا الوقت جمال وكلارا يقعان في حب بعضهما وتختلط المشاعر بالواجب، لكن الواجب كان أقوى من الحب عند جمال، وينهي مهمته بنجاح ويكون السبب في نجاة العديد من رفاقه المجاهدين· من جانب آخر، كلارا لم تستطع ذلك بل انجرفت وراء مشاعرها لتخلص جمال من قبضة الفرنسيين وتساعده على الهرب، بينما تسلم هي نفسها وتنتهي المسرحية· المسرحية في مجملها غلب عليها الحوار على خلاف ما كان في المسرحيات التي مرت من قبل، حتى أن الديكور الذي أنجزه جايب كمال بن مشري كان بسيطا ومبسطا، حيث وظف فقط تلك الغرفة بنافذتها المطلة على السجن· ثلاثة أسئلة إلى: محمد عباس إسلام مخرج المسرحية نظرة قصيرة على المسرحية؟ المسرحية هي رسالة عرفان واعتبار للكثير ممن ساهموا في تحرير الجزائر، وقفة تقدير للكثير ممن كان يحمل الإنسانية في قلبه، صحيح أن النص لم يكتب في الثورة الجزائرية بل في ثورات التحرر في أمريكا اللاتينية، لكن المواقف والظروف تقترب مما عاشته الجزائر أثناء حرب التحرير، حيث كان الكثير من الغربيين متضامنين مع الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي· ولماذا إيمانويل روبلس بالتحديد؟ هذا النص، وإن كان صنف ضمن النصوص العالمية، فبالتأكيد يتوفر على الكثير من المميزات التي تجعله ناجحا على الركح، فشروط الفن والبناء الدرامي متوفرة فيه، بالإضافة إلى موضوعه الأزلي الذي ينتمي إلى التيار المدني في تلك الفترة التي تعادي كل أنواع الظلم والوحشية، هذا ما يجعله صالحا للكثير من الأزمنة والأمكنة إن لم نقل كلها· لاحظنا في المهرجان غياب النص المحلي، ما السبب حسب رأيك؟ أؤكد لكم أن كل المسرحيين يعترفون بوجود عدة روايات وقصص جزائرية تصلح للبناء الدرامي المسرحي، لكن المشكل الذي يبقى مطروحا هو غياب التواصل والتلاقي بين هذين الجنسين الإبداعيين، هذا ما يخلق نوعا من التباعد بين المسرح الجزائري والإنتاج أو النص المحلي المسرحي، وهنا يجب تكثيف الجهود من أجل محاولة ردم هذه الهوة الموجودة بينهم لخدمة المسرح والفن الجزائري بشكل عام·