يوضح المؤلف والمخرج المسرحي الأردني، نادر عمران، في هذا الحوار ل ''الجزائر نيوز''، أنه كان من الأولى في الوطن العربي إنتاج مسرح قبل أن تكون هناك دراسات أكاديمية، وأنه يجب صنع مسرح قبل انتقاده·· كيف تنظر إلى واقع المسرح العربي اليوم؟ واقع المسرح العربي كواقع أي نشاط ثقافي آخر في العالم العربي، فالمسرح مثل السينما والفن التشكيلي ···كلها نشاطات ثقافية متردية مثل الظروف اليومية التي يعيشها المجتمع العربي في مختلف الميادين· فما هو المشكل الذي جعل المسرح بهذا الشكل الذي وصفته؟ مشاكل المسرح كلها من إنتاج صناع المسرح بشكل أساسي، والفن الرابع كما السياسة فيها حديث أكثر من العمل، ولا يمكن أن نقول أن هناك مسرح إلا بالكلام، بالرغم من أن طبيعة المسرح نشاط فيه وليس حديث عنه· وما هو واقع المسرح عندكم في الأردن؟ واقع المسرح في الأردن مثل أي مسرح في المنطقة العربية، حيث نجد هناك مسرحيات في المستوى كما نجد مسرحيات لا تمت بصلة للمسرح، وما يمكن قوله أن النشاط المسرحي في الأردن وغيرها من الدول العربية تعاني من عدم تراكم النشاط المسرحي· ما رأيك في اهتمام بعض المسرحيات بالقضايا السياسية على غرار القضية الفلسطينية مثلا؟ اهتمام بعض المسرحيات بالقضايا السياسية مثل القضية الفلسطينية يشكل نوعا من التنفيس عن الذات والإبداع من خلال ربط هذه القضايا بالفن، لكن لا أعتقد أن مثل هذه المسرحيات تمكنت في يوم من الأيام من التأثير في مجريات المواضيع السياسية، وفي السياسة الطعام أهم من المسرح· ما الذي يمكن أن يقدمه مثل هذا الملتقى العلمي الذي نظم حول توظيف التراث في المسرح؟ في آخر المطاف يمكن أن ندرك أن العرض المسرحي يكون أهم من كل هذه الدراسات النظرية، ولكن من حق الباحثين أن تكون لهم تشريحاتهم لهذا الواقع الذي يعيشه المسرح في ظل استخدامه للتراث، وما يجب التساؤل عنه هو إذا ما كان التراث سينمي المسرح أم لا، وما يمكن قوله هو أن الظواهر المسرحية في الوطن العربي لا تشبه أي مسرح آخر في العالم·· إذن، أنت ترى أن الدراسات الأكاديمية ليست بأهمية الأداء المسرحي؟ كان الأولى إنتاج مسرح في العالم العربي قبل أن تكون هناك دراسات أكاديمية، ويجب أن يكون لدينا مسرحيون يتقنون عملهم بأبعاد الباحثين، وعن تكوين المسرحيين يجب أن يكون من طرف مسرحيين ذوي تجارب وليس الباحثين، ولهذا يجب إبعاد المسرح عن متاهات التنظير· هل ترى ضرورة في توظيف التراث العربي في مسرحنا؟ ثلاثة أرباع مسرحيات شكسبير لا تحكي عن الإنجليز وكذلك مسرح بريخت الألماني، ولذلك ليس ضروريا تناول التراث العربي في مسرحياتنا وعدم تناوله لن يمس بالقضايا العربية، ولكن يمكن في المسرحية أن نحكي همومنا· كيف تنظر إلى واقع النقد المسرحي في الوطن العربي؟ النقد المسرحي في الوطن العربي هو انطباعي أكثر وغالبا ما يكون مزاجيا ومصلحيا، ونادرا ما نجد دراسات نقدية حقيقة لمسرحية ما، وفي الأخير يجب أن نصنع مسرحا قبل أن ننتقده· هل ترى أن النص يعتبر مشكلا في المسرح العربي؟ المكتبة العالمية مملوءة بالنصوص والمشكلة في الأفكار وليس في النصوص، ونحن الوحيدون الذين نتحدث عن هذا المشكل في المسرح، فإذا لم نجد نصوصا تناسبنا يجب علينا أن نصنعها· ما رأيك في المسرح الجزائري؟ لقد شاركت في طبعتين مختلفتين من المهرجان الوطني للمسرح المحترف في الجزائر، وفيما يخص المسرح الجزائري فهو يعاني من نفس النقائص التي يعاني منها المسرح العربي بشكل عام، فهناك نقص في الاحتراف وقلة المحترفين الذين يجب أن ينظروا إلى المسرح كإنتاج إبداعي يجب إتقان صنعه، لكن هناك بعض المسرحيات التي نالت إعجابي·