-- أنفلونزا الخنازير مرت بالمطار دون تشخيص وعلى السلطات بدء حملة اعلامية فورية كبرى --الأطباء ينصحون الجزائريين بنظافة الأيدي وعدم البصق·· وأهالي المهاجرين بعدم الإفراط في التقبيل والحضن أنفلونزا الخنازير تحل بالجزائر رسميا، ومدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بدرقانة، بن شيهاب عبد القادر، الذي يشرف على الطاقم الطبي المراقب للحدود على مستوى مطار الجزائر الدولي، يؤكد أن الجزائرية التي جاءت من الولاياتالمتحدةالأمريكية رفقة ابنتيها لم يتم التفطن على أنها حاملة لفيروس أنفلونزا الخنازير، رغم الإجراءات المتخذة في المطار· موضحا أن التدابير المتخذة على الأرض في الحدود على مستوى الموانئ والمطارات، لا يمكن أن تمنع دخول الأنفلونزا، بل التقليص من انتشارها وتشخيص ما أمكن من الحالات فقط· كاشفا عن إصدار تعليمات أعطيت لكل مستشفيات العاصمة أمس، لتخصيص أجنحة استقبال حالات إصابة جديدة محتملة··· الوضع بالنسبة للمشرفين الطبيين ليس خطيرا·· لكنهم قلقون ومتخوفون من عبور حالات قد لا يتفطنون إليها لتحدث كارثة وسط المجتمع· في جولة قادتنا أمس إلى مطار هواري بومدين الدولي، لم تعط الاجواء السائدة أي انطباع بأن أنفلونزا الخنازير قد حلت بالجزائر فعلا، وأنها معرضة لظهور حالات أخرى مثلما حدث في كل الدول التي اجتاز الوباء حدودها، حيث لم تسجل الدول المعنية أقل من اصابيتين مباشرة بعد التأكد من الحالات الخاضعة للتشخيص· وفي الجزائر الى غاية امس، فقد تم الشك في اربع حالات، ثلاث منها غير مؤكدة، ويتعلق الأمر بالجزائرية القادمة من ولاية مياميالأمريكية التي حلت رفقة ابنتيها الخاضعتين للفحوصات والتحاليل حاليا بمستشفى القطار، للتأكد من ايجابية او سلبية حملهما للفيروس ''1N1AH ''، بينما تلقت الحالة الثالثة في المستشفى الجامعي بتيزي وزو نفس الفحوصات تبين فيما بعد انها سلبية· الأنفلونزا مرت بالمطار·· الأطباء قلقون لكن لا أثر لقلقهم على الأرض!؟ لاحظ كل من دخل المطار الدولي أمس، أن لا أحد يضع على وجهه الواقيات الطبية، ما عدا من خرج من الطاقم الطبي المتواجد على الحدود الدولية للمطار، والتي لا يمكن ان يراها عامة الناس· هذا، ولم يخضع مسافرون قادمون من مختلف انحاء العالم نحو الجزائر، أمس، من الذين تحدثت اليهم ''الجزائر نيوز''، لأية إجراءات وقائية أو رقابية صحية في مطار هواري بومدين الدولي، ولم يتلقوا أية توصيات أو نصائح من قبل أية جهة، ولم يتم توزيع أي من الواقيات، عليهم لا في الطائرات ولا خارجها بالرغم من أنها موزعة بين اعضاء الطاقم الطبي، الذين يخرجون على الناس من وراء المناطق الحدودية التي لا يمكن أن يدخلها إلا المسافرون· استوقفنا إحدى المسافرات القادمات من المملكة العربية السعودية في مطار هواري بومدين الدولي، والتي كانت على متن رحلة للخطوط الجوية القطرية رقم 566 ، تقول '' لقد خضعنا لمراقبة درجة حرارة الجسم والأذن والحنجرة في قطر عند المرسى ( ESCALE)، لكننا لم نخضع لأي اجراء في الجزائر· يقول مسافر آخر قادم من لندن على متن ''بريتيش آيروايز'' 898 BA، انه مر فقط على جهاز التشخيص الإلكتروني الخاص باكتشاف المواد الممنوعة (السكانير)، دون الخضوع لأي إجراء طبي ولم يتم توزيع أي نوع من المطويات عليهم ولم يتلقوا أية نصيحة من أية جهة طبية كانت عند الحدود· وردد جزائري مهاجر قادم من روما نفس ما قاله الذين سبقوه· وكانت حركة الناس تبدو أكثر من عادية، ولو أن من تحدثنا اليهم يقولون ان بعض البلدان تعيش حالات استنفار قصوى في المطارات والموانئ· ونقل أحد أعضاء الطاقم الطبي المناوب في المطار، انه الى غاية منتصف نهار امس، لم يكن اي اداري أو شرطي أو جمركي بالمطار يضع على وجهه الواقي الصحي·بحثنا عن السيد زورورو محمد، النقابي البارز لعمال المطارات للاستفسار عن التدابير المتخذة من قبل النقابة لحماية العمال، فلم نجد له أثرا في المطار، لنتوجه بعد ذلك الى الخلية الطبية للحدود· كانت القاعة المخصصة للحالات المشتبه فيها فارغة وتبدو كأن أحدا لم يتمدد على اسرّتها، كما ان الادوية والاجهزة الطبية ذات الاستعمال الاولي والاستعجالي كانت تبدو هي الاخرى لامعة من جدّتها· واستقبلنا في مكتبه كل من المشرف على الخلية الطبية، بن شيهاب عبد القادر، من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بدرقانة، والطبيبة المشرفة زواوي ويزة، والطبيب المشرف المساعد عجريد الطيب، وزميلهم محفوظ صراف القائم بالعيادة، حيث دار بيننا حوار حول الواقع والتطورات الناجمة عن دخول انفلونزا الخنازير الى الجزائر، حيث يقول بن شيهاب، أن الجزائرية التي حلت بالجزائر مرت عبر المطار ولم يتم تشخيصها فيه '' لأنه في بعض الاحيان يكون الشخص حاملا للفيروس دون اعراض، والتي تظهر بعد اسبوع من حمله عادة، وهو ما حدث بالفعل مع المهاجرة الجزائرية، حيث ذهبت اراديا لتشخيص حالتها بعدما قرأت النصائح المقدمة لها في المطويات لدى نزولها من الطائرة''·وعن عدم تزويد المطار بأجهزة التشخيص الحراري الإلكتروني، قال بن شيهاب ان الوزارة اعربت عن نيتها تجهيز المطارات والموانئ بها لكن العملية طور التجسيد '' وللعلم فإن عدم وجود الجهاز لا يعني اننا لا نستطيع التحكم او السيطرة على الوضع، كما ان وجوده لا يعني ايضا السيطرة التامة، حيث كما سبق وان شرحنا، فإن الحامل للفيروس قد يخضع لرقابة طبية في المطار والاعراض لم تظهر عليه''· ويعترف الاخير ان هذا ما حدث مع الجزائرية التي جاءت من الولاياتالمتحدة الامريكية· معربا عن تخوف الطاقم وقلقه من ان الحالات التي تمر عبر المطار لا يمكن تشخيصها لتعقد ظهور الاعراض، التي قد تظهر بعد لقاء الاهل لا حقا· الطاقم الصحي الذي ارتفع فيه عدد الاطباء المناوبون الى تسعة بعدما كان واحدا فقط '' واعطيت تعليمات اليوم ( أمس) لكافة مستشفيات العاصمة لتخصيص اجنحة لاستقبال حالات محتملة بعدما كان الامر مقتصرا على مستشفيي القطار وبني مسوس· وتقول الدكتورة زواوي، ان الرهان ليس الحد من المرض، '' بل الرهان في التقليص منه وحمل الناس على اتباع نصائحنا والانصياع للتحسيس، لان الامكانيات الموضوعة امام كل الاطقم العالمية في العالم لا تهدف إلى القضاء على الفيروس، بل للسيطرة النسبية من اجل حد ادنى من التحكم، ولكم ان تقارنوا بين بريطانيا والجزائر، حيث لا توجد بالاولى اي اجراءات وقائية، فالامر يتعلق بخصوصيات المرض المعقدة التي لا يمكن ان تتحكم بها الاجهزة''· الأطباء يدعون إلى حملة إعلامية واسعة أمام هذا الوضع يدعو الأطباء، السلطات، الى توظيف كامل الامكانيات الإعلامية وسلك كل سبلها من اجل تحسيس الجزائريين، لا سيما الصحافة المكتوبة والتلفزيون والإذاعة والرسائل الإلكترونية القصيرة عبر متعاملي الهاتف للحماية والوقاية، '' إذ اننا في مرحلة تتطلب التأهب من اجل السيطرة على ما يمكن ان يظهر كاحتمال جد وارد، وعلينا ان نضع الجميع امام الأمر الواقع، فهذا الامر لا يقدر عليه إلا الله، ثم على الجزائريين ان يفهموا ان السيطرة على الحالة الصحية للمصاب قد تأتي بثمارها في ال 48 ساعة الاولى من ظهور الاعراض، وما زاد عنها يزيد من التعقد''· هذا في الوقت الذي افادنا فيه مصدر من صيدلية المطار الدولي، انها تقدمت بطلبات للصيدلية المركزية لتزويدها ''بالتاميفلو'' اللقاح المضاد للانفلونزا، الذي يوجد تحت تصرف وزير الصحة ويتم توزيعه فقط بأمر حصري منه· كما يطلق الاطباء نصائح بعدم البصق والإفراط في تقبيل القادمين من الخارج وحضنهم ''لأنها من مسببات العدوى''·