حمل الأداء الذي ظهرت به العناصر الوطنية أمام منتخب إنجلترا، أول أمس، ثناء من طرف المختصين والمحللين الفنيين، خاصة وأن الرغبة في صناعة اللعب كانت أكثر وضوحا أمام تشكيلة السود الثلاثة مقارنة بالمواجهة الأولى في كأس العالم أمام منتخب سلوفينيا· غير أن الأنظار جميعها كانت مصوبة نحو الوجوه الجديدة التي سجلت مشاركتها الأولى الرسمية ضمن تشكيلة ''الخضر'' على غرار الحارس وهاب رايس مبولحي واللاعب رياض بودبوز إلى جانب فؤاد قادير الذي دخل لقاءه الثاني بعدما كان دشن مشاركاته بالقميص الوطني أمام سلوفينيا في المواجهة الأولى للجزائر بالمونديال· وفي أول مشاركاته رفقة ''محاربي الصحراء''، أكد الحارس الدولي الأسبق نصر الدين دريد، أن الدخول الأول لمبولحي كان موفقا، حيث أعطى نظرة أنه سيكون الحارس الأول للجزائر مستقبلا ومكانته الأساسية لا نقاش فيها· وأكد دريد أن مبولحي يستحق العلامة الكاملة بالنظر للأداء الكبير الذي أبانه في مباراة هي الأولى له تحت الألوان الوطنية وأمام منافس كبير ليس سهلا الوقوف أمامه ندا للند· ورغم ذلك، فقد نجح في رفع التحدي والتصدي لبعض الفرص الخطيرة التي أتيحت للإنجليز على غرار قذفة فرانك لامبارد التي نجح في صدها، وحولها فقد أشار دريد إلى أن رزانة مبولحي هي التي تفوقت في تلك اللقطة، ولو كان شاوشي الأكيد أنه كان سيفشل في الصد، وأرجع محدثنا أن السبب في ذلك يعود إلى طريقة الحارس مبولحي في التعامل مع جميع اللقطات ووضعيات لاعبي المنافس أو وضعية الكرة، حيث يخرج في الوقت المناسب عند أي لقطة خطيرة، بينما لا يتحرك الثنائي شاوشي وقاواوي من على خط المرمى، وهو ما يجعل وضعيتهما صعبة في التحكم بالكرة أو الإمساك بها· ويعتبر دريد أن الجزائر وجدت حارسها المنيع الذي لن يزعزعه أحد من مكانه كحارس أول للمنتخب، وعليه التأكيد في اللقاء المقبل، حيث أوضح دريد أن سعدان مطالب بتجديد الثقة في حارس سلافيا صوفيا البلغاري أمام المنتخب الأمريكي من أجل منح الثقة والاستقرار للتشكيلة الذي حتى وإن بدا عليه بعض التخوف في بداية المواجهة، غير أن الأمر طبيعي· وحول الدخول الأول لبودبوز أساسيا، وحمله لأول مرة الألوان الوطنية في مباراة رسمية، اعتبر لخضر بلومي اللاعب الدولي السابق وأحد صانعي ملحمة ''خيخون'' أن مهاجم سوشو وأحد أحسن اللاعبين في صفوفه، منح الإضافة التي كانت تحتاجها التشكيلة الوطنية في خط وسط الميدان خاصة منصب صناعة اللعب· وحسب بلومي، فإن الفعالية التي أضافها بودبوز كانت تحتاج لصاحب اللمسة الأخيرة الذي يحوّلها إلى الشباك· وبعد الأداء الطيب الذي أبانه بودبوز في لقاء إنجلترا، أكد بلومي أنه سيمنحه دعما بسيكولوجيا تحسبا لبقية المشوار الذي بقي ل ''الخضر ''أمام المنتخب الأمريكي الأربعاء المقبل· ولم يخف بلومي أن اللياقة البدنية للاعب بودبوز تأثرت كثيرا بعد الجهد الكبير الذي بذله طيلة الوقت الذي لعبه قبل أن يتم تعويضه في الشوط الثاني، والذي بدا عليهأنه يعاني من التعب وتغييره كان في محله· وحسب بلومي دائما، فإن بودبوز قادر على منح أكثر من فنياته خلال لقاء الأمريكان المصيري· من جهته، وفي اتصال هاتفي جمعنا مع اللاعب الدولي السابق محمد قاسي السعيد، تحدث هذا الأخير عن مردود اللاعب قادير في ثاني خرجاته مع ''الخضر''، حيث أوضح أنه نجح في إغلاق الرواق الأيمن الذي لعب به، ولم يسمح لآشلي كول بالصعود كثيرا، وهو ما انعكس على أدائه الهجومي، حيث لم يغامر كثيرا بالصعود نحو الهجوم لمساعدة زملائه خاصة مطمور الذي لعب رأس حربة لوحده، وهو على ما يبدو جاء بتعليمات من الناخب الوطني بالنظر لخطورة لاعب الرواق الأيسر لمنتخب إنجلترا الذي ينشط كثيرا في الهجوم· المباراة المقبلة مصيرية بالنسبة لنا، حيث لا بد أن تمنح أكثر حرية لقادير في الهجوم للصعود إلى الأمام وفتح الثغرات من أجل التهديف·