يجب أن نكون واقعيين، لأن هذه الهزيمة رغم أنها أحزنتنا كثيرا لكننا لم نخرج بمهزلة من المونديال، خرجنا مرفوعي الرأس، كان أداء اللاعبين جيدا وكان بإمكاننا التأهل لو لم نضيع مباراة سلوفينيا، لكن أظن أننا لم نأخذ بعين الاعتبار ما حدث في ,1986 أكيد أن للناخب الوطني ظروفه رغم أنني لا أفهم لماذا لم يدخل بودبوز؟ ربما لاحقا سيشرح سعدان أسبابه، وعموما أعتقد أن المدرب الوطني لم يكن موفقا في التغييرات التي قام بها، لأنه كان بحاجة إلى تغييرات عميقة تصب في صالح الهجوم، وهذا ما لم يحدث للأسف واللعب ب 4 - 4 - 2 أو 5 - 4 - ,1 في تلك الظروف نفس الشيء، لأنه كان بحاجة بالرمي بكل أوراقه إلى الملعب، ولذلك كانت هناك تغييرات عادية لم تضف شيئا في الوقت الذي استفادت الولاياتالمتحدة بشكل جيد من التغييرات التي قام بها المدرب وانعكس هذا على الفريق الوطني بنقص الفعالية وانخفاض المستوى البدني، وباستثناء مبولحي، بلحاج، زياني، قادير، كان أداء الجميع عادٍ في المباراة الأخيرة. رغم هذا أعود وأؤكد على أن هذه النتائج التي حققناها في المونديال مبدئيا إيجابية ولا يجب تضييعها، بل علينا إعادة النظر في السياسة الكروية والطريقة التنظيمية مع الحفاظ على الأسماء لأننا بحاجة إلى الاستقرار داخل الفريق، ومن هنا أعتقد أن استقدام عبد الحق بن شيخة كمدرب إلى جانب بقاء سعدان كمستشار يملك صلاحيات في الفريق الوطني سيكون أمرا مهما، وأقول بن شيخة لأنه يستطيع التعامل جيدا مع الناخب الوطني وبينهما علاقة طيبة، ولكن ليس بالضرورة هو، لأنه ما يهمنا هو أن يكون المدرب جزائريا لكي نتفادى الأخطاء السابق، كما حدث مع شنيدر الذي لم نستفد منه شيئا، لكن أظن أنه إن كانت هناك إمكانيات مادية متاحة من المهم الاستفادة من خدمات مستشار فني بمستوى عالمي من طراز ''إيمي جاكي'' أو ''ليبي''··· أو غيرهما، المهم أن يكون المدرب جزائري. عز الدين آيت جودي: سعدان لم يكن قادرا على تسيير الأمور بمفرده إذا أخذنا الأمور من مبدأ المشاركة، فنقول إن الأمور كانت إيجابية والفريق الوطني أدى مقابلتين في القمة أمام إنجلتراوالولاياتالمتحدة، خصوصا وأن الكثيرين من المتتبعين كانوا خائفين من حدوث مهزلة في وقوف الفريق الوطني أمام عملاق في كرة القدم من حجم إنجلترا، والحمد لله لم يحدث هذا بل أداء الفريق كان مشرفا، لكن كتقنيين نقول إنه رغم هذا الأداء الفريق ضيع فرصة العمر بالنسبة له، وهي فرصة تاريخية لبلوغ أدوار مهمة في كأس العالم، وللأسف لم نستفد من أخطاء أنغولا بل أعدناها في جنوب إفريقيا، كان هناك لمسات تقنية ضرورية وبحاجة إلى شجاعة من سعدان، الذي -للأسف- لم يكن قادرا على تسيير الأمور بمفرده، وكان بحاجة إلى توسيع الفريق التقني، وهذا ما انعكس بشكل كبير على اللعب في الميدان، ولذلك عليه تحمّل المسؤولية اليوم، فاللعب بتلك الطريقة الدفاعية لم يكن له مبرر خاصة في المباراة الأخيرة التي كان فيها بحاجة لدفع كل الأوراق إلى الأمام لأنه بحاجة إلى الفوز، لكن بالمقابل مجموعته لم تكن معدة للهجوم لأنه عمليا لعب ب 7 مدافعين، وأظن أن هذا كثير مقارنة بوضعه الذي كان بحاجة إلى أهداف للانتقال، لأن مستوى اللاعبين جيد وكانوا قادرين على المرور بيسر للدور الثاني، لكن الناخب الوطني أولا اختار خطة لا تجلب لنا شيئا إلى جانب أنه لم يحسن استغلال الخامات التي كانت بين يديه، خصوصا اللاعب قادير الذي أحييه من خلال ''الجزائر نيوز''، وأقول للأسف لم نشعر بإضافته جيدا بسبب التكتيك السيء والتغييرات غير المناسبة، لقد ارتكبت نفس الأخطاء التي وقعنا فيها من قبل مع مصر ونيجيريا. علينا تجاوز التعليقات الانهزامية وتحمّل المسؤولية بشكل جيد في المستقبل، الكثير يقول المهم ذهبنا إلى المونديال وقبل عام ونصف لم نكن نحلم بالمشاركة حتى في كأس إفريقيا، وهذا خطأ، لأن الإمكانيات المادية والمعنوية الموجودة اليوم ليست نفسها هي التي كانت موجودة منذ عام ونصف، لكن ما حدث هو أنه تم تحديد نفسية اللاعبين من خلال تحديد الأهداف، للأسف الأهداف البسيطة وعبارة اللعب فقط لا تهم النتيجة أثرت كثيرا عنا· نور الدين سعدي: لو فتح سعدان اللعب في المونديال لكانت مهزلة كبيرة كرة القدم ليست فلسفة، حقيقة هناك بعض الحسابات التي يمكن أخذها بعين الاعتبار لكن التكهن ليس ممكنا دائما، في البداية كان الجميع يقول إن الجزائر ستفوز أمام سلوفينيا، تخسر أمام إنجلترا وتتعادل مع الولاياتالأمريكيةالمتحدة، لكن ما حدث كان عكس هذا تماما، ولهذا أقول إن لكل مدرب هفوات وأخطاء، لكن الناخب الوطني رابح سعدان تفادى حدوث مهزلة كبيرة في المونديال بالطريقة الدفاعية التي لعب بها، لأنه في غياب الخامة المناسبة لمنصب رأس حربة كان عليه أن يحافظ على شباكه نظيفة قدر الإمكان، ورأينا الطريقة التي لعبت بها المجموعة أمام إنجلترا استطاعوا التعامل بقوة وتميزوا بالتضحية الكبيرة مع بعضهم ولم يمنحوا فرصة التهديف للإنجليز، وأيضا مع أمريكا قاموا بواجبهم بشكل ممتاز، لكن علينا أن نكون واقعيين لأنه أكثر من نصف اللاعبين يعانون من النقص في المنافسة، لأنهم لا يلعبون كأساسيين في فرقهم الأصلية، إلى جانب قصر فترة التربص والتحضير ككل إلى المونديال، وإذا أضفنا إلى كل هذا وضعية زياني الذي هو عنصر مهم في الفريق، وفي الحقيقة لم يكن في كامل تألقه في كل مباريات البطولة العالمية، لذلك ربما لم يكن في مكانه المناسب في المباراة الأخيرة، كل هذه الأمور أعتقد أنها دفعت سعدان إلى اللعب بطريقة دفاعية، لأنه لو فتح اللعب قليلا فقط أمام الأمريكان لكانت مهزلة كبيرة ولتمكنوا من إحراز أكثر من ثلا أهداف. لخضر بلومي: سعدان اختار العمل لوحده وعليه تحمّل مسؤولياته أعتقد أن الناخب الوطني أعاد نفس الخطأ الذي ارتكبه أمام سلوفينيا، ولا أعرف لماذا اختار هذه الطريقة الفاشلة، كان بإمكانه أن يتبع نفس الأسلوب الذي اتخذه في مباراة إنجلترا، كان بإمكانه إدخال عبدون مثلا، لأنه من غير المعقول في ظل غياب هداف حقيقي في التشكيلة نغير مهاجم بمهاجم، في هذا الوضع بات التغيير بدون معنى ولا فائدة، فما جدوى استبدال وسط ميدان بوسط ميدان آخر؟ إذا لم تكن هناك ضرورة بسبب إصابة أو ما شابه، ولذلك أعتقد أن تغييرات سعدان لم تكن لها أية قيمة تكتيكيا، إلى جانب أننا كنا بحاجة إلى التفكير قبل المونديال في الهداف، فرغم أن الجميع يتحدث عن عدم وجود خامة مناسبة للتهديف، لماذا لم يتم الإصرار على زياية الذي أثبت قدرته في الدوري السعودي، وهذا لابد من تفادي هذه الأمور في المستقبل ويجب البحث عن أسماء جديدة للتهديف وتكوينها لتفادي هذا النقص.رغم كل ما حدث نحن لا نلوم الناخب الوطني سعدان على ما حصل، ونحترم خياراته، لكن لو كان في الفريق التقني اسم من اللاعبين القدامى لكان قادر على تقديم مقترحات ودعم وحماية سعدان في اتخاذ القرار المناسب في التغييرات مثلا، لكن سعدان لا يحب اللاعبين القدامى، واعتبر انتقاداتهم موجهة لشخص وفي الحقيقة هي موجهة للفريق الوطني، وبما أنه اختار العمل لوحده عليه أن يتحمّل المسؤولية.