تضاربت الآراء حول مشوار ''الخضر'' في المونديال ومغادرتهم لكأس العالم في الدور الأول في ثالث مشاركة للمنتخب الوطني في أكبر عرس رياضي عالمي، فالبعض يعتقد أن مشاركة ''الخضر'' إيجابية، وأن رفقاء عنتر يحيى قدموا عرضا رائعا وأداء جيدا خاصة في المواجهتين الأخيرتين أمام المنتخبين الإنجليزي والأمريكي رغم عدم تحقيقهم ما عجزوا عن إنجازه منتخبي 1982 و,1986 وأن عودة ''الخضر'' إلى المونديال بعد غياب دام 24 سنة يعد إنجازا عظيما للكرة الجزائرية· بينما يعتقد البعض الآخر أن مسيرة ''الخضر'' في جنوب إفريقيا سلبية، وأن ''الخضر'' أنهى المنافسة بنقطة وحيدة فقط وبدون أي هدف· أوقفنا إنجلترا وأسلنا العرق البارد لأمريكا استرجع المنتخب الوطني موازينه بعد الهزيمة الأولى في المونديال أمام المنتخب السلوفيني، وحقق استفاقة كبيرة في اللقاء الثاني أمام إنجلترا وانتزع ''الخضر'' النقطة الأولى لهم في المونديال أمام أهم المرشحين بقوة للتتويج بكأس العالم، وزعزع زملاء مطمور الآلة الإنجليزية إلى حد نشر بعض الإشاعات حول إمكانية إقالة كابيلو من مهامه، كما أسال ''الخضر'' العرق البارد للمنتخب الأمريكي في المواجهة الثالثة والأخيرة إلى غاية الوقت البدل الضائع، وأحرز المنتخب الأمريكي هدف الفوز في الدقائق الأخيرة بعد عناء كبير· كسبنا منتخبا ذو مستقبل واعد رغم الإقصاء المرّ من الدور الأول وعدم تحقيق الحلم الذي كان ينتظره كل الجزائريين بدخول التاريخ والتأهل إلى الدور الثمانية، إلا أننا كسبنا منتخبا كبيرا ذو مستقبل واعد يجب العناية به وتوفير له جل الإمكانيات لتحضير كأس العالم 2014 بالبرازيل، وكذا كأس إفريقيا التي ستكون من بين أولويات المنتخب الوطني· وأن الوجه الرائع الذي قدمه المنتخب الوطني في المونديال سيكون له ألف حساب على الصعيد القاري والعالمي خلال السنوات المقبلة· مبولحي، قدير وبودبوز اكتشافات المونديال خطف الثلاثي مبولحي، قدير وبودبوز الأضواء في جنوب إفريقيا بفضل أدائهم الرائع ومساهمتهم بقسط كبير في تعادل ''الخضر'' أمام إنجلترا وكذا المباراة القوية أمام أمريكا. فمن جهته، قدم الحارس مبولحي مونديالا رائعا وساهم بدور كبير في النقطة التي أحرزها ''الخضر'' أمام إنجلترا وكذا إنقاذه لشباك ''الخضر'' من عدة أهداف أمام أمريكا· ولم يحالف الحظ رياض بودبوز المشاركة في مباراة أمريكا رغم المباراة الكبيرة التي قدمها أمام إنجلترا، وأن إقحامه في الشوط الثاني قد يغير مجريات اللقاء· كما كان قدير الاكتشاف الثالث بالنسبة ل ''الخضر'' في المونديال، حيث أدى مباريات في القمة وتمكنوا من الاندماج في المجموعة رغم أنه التحق رفقة الثنائي المذكور مؤخرا فقط· المشكل الوحيد في الهجوم ولا هدف مسجل النقطة السوداء الوحيدة التي يعاني منها المنتخب الوطني منذ سنتين هو الهجوم، فمنذ التحاق سعدان على رأس العارضة الوطنية فشل في إيجاد حل للعقم الهجومي الذي يعاني منه ''الخضر''. ففي كأس إفريقيا سجل المنتخب الوطني أربعة أهداف من أصل 5 مباريات فقط، بينما خرج المنتخب الوطني من المونديال بجنوب إفريقيا دون أي هدف، فهذا ربما يعود إلى تكتيك سعدان الذي تلقى عدة انتقادات كونه اعتمد أكثر على الدفاع، أو قد يعود إلى فقدان ''الخضر'' إلى قناص الأهداف من الطرز العالي· لذا، ستكون مهمة المدرب الوطني هو البحث عن تسوية الخلل في الهجوم وتدعيم الخط الأمامي بمهاجمين فعلين· تراجع مردود بعض اللاعبين وزياني في الصدارة يبدو جليا أن بعض اللاعبين تأثروا بنقص المنافسة رفقة نواديهم بالنظر إلى المردود الذي قدموه مع المنتخب الوطني في المونديال، ويتصدر قائمتهم كريم زياني الذي لم يظهر بالوجه المعتاد به في بناء اللعب شن الهجمات المعاكسة، وقد هذا يعود إلى غيابه عن أجواء المنافسة مع ناديه فولفسبورغ الألماني، ولم يكن زياني فعال في الهجمات المعاكسة التي شنها ''الخضر'' خاصة في لقاءي إنجلترا وأمريكا باحتفاظه كثيرا بالكرة إلى درجة فقدانها في بعض الأحيان· خطة وتغيرات سعدان خارج الإطار بشهادة الكل، لم تكن الخطة التكتيكية التي اعتمد عليها سعدان في المونديال صائبة، حيث ركز الناخب الوطني في طريقة اللعب على الجانب الدفاعي، حتى في وقت كان المنتخب الوطني مضطرا لتسجيل هدفين من أجل التأهل إلى الدور الثاني، واعتمد فقط على مهاجم واحد وأحيانا على مهاجمين بمساندة مطمور والمهاجم جبور· كما لم تأت التغيرات التي أجراها سعدان بثمارها في لقاء أمريكا، فعوض أن يقحم صايفي كان من المفترض إدخال بودبوز الذي أدى مباراة كبيرة أمام إنجلتر ، ومن المستحسن أيضا أن يقحم عبدون لتدعيم الهجوم عوض أن يدخل قديورة الذي لعب كثيرا في وسط استرجاعي·