أحيا سهرة مجموعة من الفنانين والمطربين الجزائريين أول أمس بالقاعة البيضاوية بالمركب الرياضي محمد بوضياف، حفلا فنيا بمناسبة مشاركة المنتخب الوطني الجزائري في أكبر تظاهرة كروية عالمية في جنوب إفريقيا ورغم أن الكلمات كانت بعيدة عن آذان لاعبي “الخضر” إلا أن ذلك لم يمنع من إقامة حفل قد يكون له أثر إيجابي معنويا ويبث الحماس في أشبال سعدان، قبل المواجهة المرتقبة أمام المنتخب السلوفيني ظهيرة الغد. القاعة البيضاوية تزينت بالألوان الوطنية وقد توافدت العائلات الجزائرية بكثرة ومن مختلف الولايات الوطنية على القاعة البيضاوية، التي تزينت بالرايات الوطنية التي كانت موجودة في كل مكان مادام الأمر يهم الجزائر والمنتخب الوطني الذي سيكون الممثل الوحيد للعرب في هذا العرس الكروي العالمي، الذي انطلق أمس بجنوب إفريقيا على أمل أن تكون مشاركته مشرفة. حتى الفكاهة كانت حاضرة وأمام مدرجات تعج بالعائلات الجزائرية تداول على الخشبة كل من الشاب طاريق، محمد لمين، عقيل، توفيق، حسيبة عمروش، صونيا، أمين تي. تي، جمعاوي أفريكا، الصادق جمعاوي، فرقة “ميلانو” ويوبا توري، وغيرهم من الفنانين، الذين أطربوا الجميع بأغاني المنتخب الوطني وسط تجاوب كبير من الجمهور الجزائري، كما كانت الفكاهة حاضرة من خلال عدة وجوه فنية معروفة على الساحة الوطنية في صورة بختة، مصطفى “غير هاك” وسليم “الفهامة”، حيث قدموا مجموعة من “الساكتشات“ جمعت بين الطرافة وأحداث مؤسفة وقعت للمنتخب الوطني خلال مشاركته الأخيرة في كأس أمم إفريقيا بأنغولا. بختة تنكرت في زي الحكم كوفي كوجيا فاجأت الممثلة الفكاهية الشهيرة بختة الجميع خلال الحفل المقام بالقاعة البيضاوية، حيث تنكرت في زي الحكم البنيني كوفي كوجيا الذي كان طرفا في هزيمة “الخضر” بعد إشهاره مجموعة من البطاقات الصفراء والحمراء، وهو ما فعلته أول أمس بختة التي أبدعت في تجسيد دور الحكم بعدما أشهرت البطاقة الحمراء في وجه الممثلين “صويلح” وكمال بوعكاز، معيدة أسوأ الذكريات التي عاشتها الجزائر بطريقة ساخرة تفاعل معها الجمهور، لكن في الأخير أشهرت بختة بطاقة خضراء تحمل كل معاني الأمل. هدف عنتر في مرمى الحضري ألهب المدرجات وبالإضافة إلى العديد من الوجوه الفنية التي كانت موجودة على ركح القاعة البيضاوية، فإن ما لفت انتباه العائلات والجمهور الجزائري هي اللقطات العديدة التي عرضت خلال الحفل، والتي تتعلق بإنجازات “الخضر“ خلال مونديالي إسبانيا 1982 ومكسيكو 1986 وكذا تتويج المنتخب الوطني بأول كأس إفريقية في تاريخيه سنة 1990، غير أن ما ألهب القاعة هي لقطة تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم على حساب المنتخب المصري بأم درمان، والتي كان بطل تلك الملحمة عنتر يحيى بفضل القذفة القوية التي هزت شباك عصام الحضري، ما جعل حناجر الجماهير تردد عبارة “وان، تون ثري فيفا لالجيري”. ------------------------- كمال بوعكاز: “ليس كل من تأهل إلى كأس العالم قويا وفرنسا تأهلت بفضل يد هنري” كنت من بين الذين لبّوا الدعوة لحضور الحفل بمناسبة مشاركة “الخضر” في المونديال، ما شعورك؟ كان واجبا أن نلبّي الدعوة ونحضر إلى القاعة البيضاوية لإسعاد الجماهير وإدخال البهجة في قلوبها، لاسيما أن الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني الجزائري الذي سيمثل بلدنا في أكبر تظاهرة كروية بجنوب إفريقيا، فحضورنا هذا أقل ما يمكن أن نقدمه لأشبال سعدان وهو عبارة عن رسالة ننوي إيصالها لهم (الحوار أجري سهرة أول أمس) حتى نبث الحماس في قلوبهم ويشرفونا. أنصار “الخضر” منقسمون بين متفائل ومتشائم، أين أنت منهم؟ أنا أشد المتفائلين رغم أن القرعة أوقعتنا في مجموعة صعبة، فيجب علينا أن نضع الثقة في لاعبينا وعلى الجمهور الجزائري أن يستبشر خيرا بالتشكيلة التي كسبناها هذا العام لأنه لديها مستقبل واعد وتضم عناصر موهوبة بإمكانها الذهاب بعيدا وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية، وعليه فنحن ننتظر خلال هذا العرس الكروي أداء جميلا ومشرّفا للكرة الجزائرية. كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في هذا المونديال؟ سبق لي أن قلت لك إننا نملك فريقا جيدا حقق في وقت سابق نتائج مشرفة وتمكن من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، لكن لا أستطيع أن أبدي رأيي بخصوص مشاركة “الخضر“ لأنني لست مختصا في كرة القدم، وعليه فأنا أكتفي بقول إنني متفائل بتحقيق نتائج مرضية تسعد الجمهور الجزائري. وما هي النتيجة التي تتوقع أن يسجلها فريقنا أمام المنتخب السلوفيني؟ أبقى دائما متفائلا ولدي أمل كبير في تحقيق المنتخب الوطني نتيجة رائعة لدى مشاركته في بطولة كأس العالم، وبالتالي فإننا سنفوز على المنتخب السلوفيني في أول مواجهة تجمعنا به هذا الأحد، رغم أن اللقاء سيكون صعبا. هل تعلم بأن سلوفينيا أزاحت روسيا وتأهلت على حسابها إلى المونديال؟ لا يهمني ذلك “وسلوفينيا ما تخلعناش” فنحن سبق لنا أن أُقصينا في العديد من المرات من المشاركة في كأس العالم خلال التصفيات على يد منتخبات لم نشاهد منها الكثير في البطولات العالمية الفارطة أو يمكنني أن أقول إن مشاركتها كانت مخيبة تماما، فالجزائر عندما تأهلت إلى مونديالي إسبانيا والمكسيك كانت تلعب كرة قدم جيدة وحين عجزنا عن خطف تأشيرة التأهل إلى المونديالات الفارطة لم نكن نلعب كرة قدم جيدة ومستوانا كان متواضعا جدا، ولدي شيء أريد إضافته. تفضل ... الجميع يعرف الطريقة التي تأهلت بها فرنسا إلى مونديال جنوب إفريقيا إذ لولا يد تيري هنري التي حولت مسار الكرة لتأهل المنتخب الإيرلندي الذي أدى مشوارا رائعا في التصفيات وقدّم أداء راقيا يفوق بكثير أداء المنتخب الفرنسي. ما هي الرسالة التي تنوي توجيهها إلى الجمهور الرياضي الجزائري قبل لقاء سلوفينيا؟ قبل كل شيء أقول إن سعدان حقق إنجازا كبيرا بحصد تأشيرة التأهل إلى المونديال في وقت كان قد وضع التأهل إلى كأس إفريقيا كهدف رئيسي، ولا أحد كان يتصور أن نحقق هذه النتيجة ونزور في الأخير بلاد مانديلا، وبالتالي فعلى الجمهور الجزائري أن لا يحمّل اللاعبين فوق طاقاتهم، وفيما يخص الانسجام فهذا أمر يجب أن نتركه للتقنيين فقط. --------------------------------------- آراء الفنانين حول حظوظ “الخضر“ في “المونديال“ محمد لمن: “ما تخلعنا لا لانڤليز ولا الماريكان“ كان مطرب الراي الجزائري الشهير محمد لمين أكثر المتفائلين بتأهل الفريق الوطني إلى الدور الثاني خلال منافسة كأس العالم التي انطلقت فعالياتها عشية أمس، حيث قال لنا إنه يتمنى أن يكون أشبال رابح سعدان عند حسن ظنّ الجمهور الجزائري وأن يشرّف الجزائر أحسن تشريف في هذا المحفل العالمي، واستطرد قائلا: “حضرنا هذا الحفل من أجل منتخبنا الوطني المقبل على مواجهة واعدة أمام المنتخب السلوفيني، فنحن مع الجزائر فائزة أو منهزمة على الرغم من أنني أتمنى أن نؤدّي مشوارا رائعا في كأس العالم لكي نفتخر به، وعليه فإننا سنفوز على سلوفينيا بالنتيجة والأداء وسنتأهل إلى الدور الثاني بحول الله، لأننا نحن الجزائريين ما تخلعنا لا لانڤليز ولا الماريكان رغم النتيجة السلبية المحرجة أمام إيرلندا والهدف اليتيم المسجل في مرمى الإمارات خلال المبارتين الوديتين”. “لياساماش دمي وحياتي” وبخصوص سؤالنا عن متابعته لمشوار اتحاد الحراش خلال الموسم الكروي المنقضي، ردّ محمد لمين بكل فخر واعتزاز عن فريق القلب “الصفراء” مبديا سعادته بالنتائج التي حققها أشبال المدرب بوعلام شارف، وعلق قائلا: “تابعت هذا الموسم مشوار اتحاد الحراش وأعجبت بالأداء الراقي الذي كان يقدّمه أبناء المدرب شارف، فهذا فخر كبير بالنسبة لي مادام أنني ابن الحراش التي اعتبرها دمي وحياتي”. “نعطولك واش تحبّ يا جابو.. ريح في الحراش“ ووجّه محمد لمين رسالة إلى صانع اللعب جابو الذي ينوي الرحيل إلى وفاق سطيف خلال هذه الصائفة، ناصحا إياه بالبقاء في الحراش لأنه لن يجد فريقا يصنع له اسما وشهرة كمثله، كما قال له إن الحراشية جاهزون لمنحه ما يريد لكي يبقى في صفوف “الصفراء”. وتابع قائلا: “جابو لاعب موهوب أدخل الفرحة في قلوبنا وجعلنا نفتخر بالحراش في كلّ مكان، كما أن الفريق صنع له اسم وبالتالي أنصحه بعدم مغادرة الصفراء لأنني سمعت أن هناك فريقا يريد خطفه من الحراش.. فياجابو ما عندك وين تروح ريح في الحراش نعطولك واش تحبّ“. سليم الفهامة: “بالفكاهة نرفع معنويات اللاعبين بينما يرى الفنان الفكاهي سليم “الفهامة” أنه بإمكانه إيصال صوته إلى لاعبي المنتخب الوطني المتواجدون حاليا بجنوب إفريقيا لأن المهمة لا تقتصر على المغني والجمهور فقط، ويعتبر أن النكت الفكاهية وسيلة لإدخال البهجة والسرور ورفع معنويات زملاء المدافع بوڤرة، حيث صرّح قائلا: “رياض أنا كفنان فكاهي بإمكاني أن أوصل رسالتي إلى لاعبي المنتخب الوطني المقبلين على مهمة صعبة في جنوب إفريقيا، وهذا الأمر لا يقتصر على المغني والجمهور الرياضي، وأتمنى أن نكون موفقين في إيصال رسالتنا آملا أن تعطي لاعبينا دفعا معنويا لدى مشاركته أمام المنتخب السلوفيني”. “سنفوز على سلوفينيا ونسجّل تعادلين أمام أمريكا وإنجلترا” وعن المواجهة أمام سلوفينيا يتوقع سليم أن الجزائر ستفوز بينما ستحقق تعادلين أمام المنتخب الإنجليزي والأمريكي، متمنيا أن تكون هزيمة “الخضر” أمام المنتخب الإيرلندي درسا حقيقيا للمنتخب الوطني مادام أن الأمر يتعلق بأكبر تظاهرة عالمية، وقال في هذا الصدد: “رغم المهمة الصعبة فأنا أبقى دائما متفائلا داعيا الشعب الجزائري للوقوف مع منتخب بلادهم خلال مشاركة الخضر في كأس العالم، لأننا سنتأهل بحول الله إلى الدور الثاني وهذا بعد فوزنا على المنتخب السلوفيني عشية هذا الأحد، تسجيلنا التعادل على المنتخبين الأمريكي الإنجليزي، شريطة أن يستوعبوا من هزيمة إيرلندا الودية درسا حقيقيا يكون مفيدا لهم في المونديال الإفريقي”. الشاب طاريق: “على اللاعبين تشريف الشعب الجزائري” صرّح الشاب طاريق صاحب أغنية “آلي، آلي... الشبكة يا لالاجيري” أن الحفل الذي أقيم أول أمس بالقاعة البيضوية سيكون له دفع إيجابي قد يرفع معنويات اللاعبين خلال منافسة كأس العالم، حيث دعا الجزائريين إلى الالتفاف حول الفريق الوطني وتقديم السند اللازم لزملاء عنتر يحيى، وقال في هذا الشأن:” حضور العائلات الجزائرية لهذا الحفل سيحفز لاعبي المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا لأننا مُلزمون بتقديم السند اللازم لهم، لأنه آن الوقت للالتفاف حول فريقنا شرط ألا يخيّبنا لاعبوه خلال أكبر عرس كروي في العالم”. “ليس لديّ ألبوم جديد ولا أستغل الفريق الوطني لغرض تجاري” وعن سؤالنا حول إن كان هناك ألبوم جديد سيصدر في الأسواق بمناسبة كأس العالم، قال لنا الشاب طاريق إنه لا يستعمل المنتخب الوطني لأغراض “البزنسة“، كما توقع أن يفوز “الخضر“ في جميع مباريات الدور الأول، وبالتالي فإن التأهل سيكون من نصيبهم. وأضاف قائلا: “ليس لدي ألبوم جديد أو أغنية جديدة ستصدر الأسواق، وإنما أنا أطلقت أغنية “آلي، آلي... الشبكة يا لالاجيري“ من أجل الجزائر والمنتخب الوطني ولم أحقق أرباح كما يفعل البعض. فهمّي الوحيد هو إيصال رسالتي إلى اللاعبين الذين أتمنى لهم حظا موفقا في المونديال. وعليه فإننا سنفوز على سلوفينيا، أميركا وإنجلترا وسنتأهل إلى الدور الثاني”. --------------------------- إذا كان الجمهور الجزائري تعوّد على سماع تصريحات المدربين والتقنيين حول شؤون ونتائج المنتخب الوطني المقبل على أكبر منافسة عالمية ببلاد “بافانا بافانا”، فإن لفنانينا الجزائريين أراء مختلفة ونصائح يمكنهم إيصالها إلى أشبال المدرب رابح سعدان ولو أنها قد تكون من زاوية مختلفة، فإنها تصبّ كلها في خانة واحدة وهي مصلحة الجزائر، وهو ما جعلنا نقوم بجمع هذه التصريحات خلال تواجدنا سهرة أول أمس بالقاعة البيضوية التي استقبلت حفلا فنيّا بمناسبة مشاركة “الخضر” في “المونديال“ الإفريقي الحالي.