تحتفل آسيا جبار، نهاية الشهر الجاري بعيد ميلادها الرابع والسبعين، وهي محطة نحبُّ أن نخصصها لاستعادة أعمال هذه الروائية الجزائرية التي صار اسمها خلال الفترة الأخيرة جد متداولا ضمن جائزة نوبل للآداب· والاحتفاء بآسيا جبار يشكل مصدرا لفخرنا وشعورنا بالاعتزاز عند دخول عالم الكبار الذي يصنعه الأدب الراقي بسحريته المذهلة، فالأمم العظيمة تستمد قوتها الرمزية من أسماء كتابها ومبدعيها الاستثنائيين وآسيا جبار مبدعة استثنائية في كل شيء· كتبت عن المرأة وعن الجزائر فنقلت لنا وللآخرين صورا خصبة وحكايات مدوخة عن إنسان هذه البلاد الزاخرة بالحالات العجيبة· إننا إذ نخصص هذا الملف لآسيا جبار في هذا التوقيت بالذات، فلأننا أولا نريد الاحتفاء بها وبأدبها وهي بيننا، تنبض بالإبداع والتألق والتميز· أليست أجمل التكريمات تلك التي تقام في حضرة المكرم ومن بني جلدته تحديدا؟ أما السبب الثاني، فيكمن في شعورنا بالتقصير إزاء هذه الكاتبة المقروءة جدا تحت سماوات الله الأخرى والمغيبة بإجحاف عندنا - خاصة لدى قارئ العربية - الذي لا يجد لها كتبها مترجمة إلى اللغة العربية· إن قراءة إنتاجها الأدبي اليوم والاهتمام به بالدراسة والتحليل في الجامعات الجزائرية والمقررات الدراسية لأمر أكثر من ضروري، بل إنه واجب حضاري، فمن غير المعقول أن يكون اسمها شاهقا وحضورها باهرا في أوروبا وأمريكا واليابان بينما يبقى غائبا ومجهولا لدى جمهور موطنها الأصلي· مهما يكن، منا إليك تحية إكبار وإجلال يا سيدة الحروف الرفيعة· أنت مفخرتنا الوطنية ·· عيد ميلاد سعيد·