قلت لكم إن الألمان لا يعبثون، ولا يضيّعون الوقت، وعندما يتحدثون لا يُبلعطون، ولا يتلعثمون، ولا يخطئون في اللغة، وهم كذلك لا يستعملون أيديهم في الكلام مثلما يحدث عندنا، وعند شعوب أخرى·· وقد كانوا أساتذة كبارا أمام الأرجنتين في ربع النهائي، ورغم أني من مناصري الأرجنتين إلا أن الألمان أفحموني، ومتعوني· المباراة كانت لغة جديدة في كرة القدم، ليست قوة الشباب، وقوة الإرادة فقط هي التي انتصرت· إنها الروح الألمانية الجديدة، روح الحضارة، وروح الثقافة الراقية، في ذلك اللعب تمثلت فلسفة نيتشه، فكرة (السوبرمان) المتعالي والطامح للنصر، كما لو أن المدرب واللاعبين قرأوا نيتشه، وعملوا به، حتى أني تخيلت أن نيتشه هو مدربهم ومعلمهم الروحي، هناك كذلك روح بيتهوفن الأصم الذي قهر هذه الإعاقة بالموسيقى، هناك عبقرية فاغنر في سمفونياته الخالدة، هناك كل مبدعي وعباقرة الأمة الجرمانية العظيمة· الألمان قهروا الأرجنتين بروح ألمانياالجديدة التي تجاوزت تاريخها النازي الأسود، وفكرة الجنس الآري·· في فريقهم هناك لاعب من أصول غانية، وآخر تركي، وآخر تونسي·· لعبوا بدون نجوم، حتى نجمهم الكبير ميكايل بالاك والذي لا يزال يلعب كان يجلس على المدرجات، فقط لأنه تجاوز الثلاثين، فكان لزاما أن يترك مكانه للشباب دون عقدة··· ألمانيا ستفوز بكأس العالم، فلنتعلم منها·