أوقفت مصالح الدرك والأمن الوطنيين أكثر من 300 شخص عبر مختلف مناطق الوطن بتهمة حيازة المخدرات منذ بداية شهر رمضان، وهو رقم مثير للقلق، خاصة أن الإقبال على استهلاك المخدرات بعد موعد الإفطار أصبح مثيرا للانتباه في مقاهي الأحياء الشعبية ''المحشاشات'' والحدائق العمومية وحتى وسط الأحياء الشعبية، إذ تجد مصالح الأمن سهولة تامة في إلقاء القبض على حائزي المخدرات بمختلف أنواعها نظرا لانتشارهم الواسع في كل مكان· وفي الوقت الذي يكثر فيه الطلب على التزود ب ''الشيرا'' أو''الكيف''، فإن آخرين يفضلون الأقراص المهلوسة المعروفة ب القرقوبي''، ويتم الترويج للمخدرات وبيعها ساعات قبل الإفطار، بحيث يتفنن بعض أصحاب طاولات بيع الخبز أو العصائر والفواكه في بيعها وفي كثير من الأحيان يتم الاستعانة بقصّر لترويج الممنوعات، كما يعمد بعضهم إلى البيع بتقنية ''الشباك''، أو عن طريق نافذة منزله العائلي· وموازاة مع الحملات الأمنية، فإن تجار المخدرات يبتدعون حيلا جديدة للاستمرار في ترويج الممنوعات، كالتوزيع باستعمال الهاتف النقال في التواصل مع أبنائهم مع الحرص على تغيير أرقام هواتفهم باستمرار، وقد عرفت أسعار المخدرات أرقاما قياسية لأن الكميات محدودة ولا يتم استعمالها سوى بعد الإفطار وبكثرة، إذ تصل كمية واحدة أو ما يعرف بقطعة ب 100 دينار العادي إلى 200 دينار في الأحياء الغنية خاصة بالعاصمة كالأبيار ودالي إبراهيم وبن عكنون، أما بباب الوادي أو مناطق وادي قريش التي يقصدها عشرات المواطنين، فقد تم الإبقاء على أسعارها لأن الإقبال عليها كبير جدا· كما بلغت أسعار الحبوب المهلوسة المعروفة ب ''القرقوبي'' مستويات قياسية، وهكذا وصل سعر الحبة الواحدة من ''القرقوبي'' المعروفة ب ''الحمرا'' إلى 300 دينار ، بعد أن ظلت أسعار هذه الحبوب تتراوح ما بين 100 و150 دينار في الأيام العادية، أما الأدوية المعروفة باسم ''روش''1 و''روش ''2 فتباع بأسعار تتراوح بين 150 و 200 دينار للحبة الواحدة، وترجع أسباب ارتفاع أسعار الأقراص المهلوسة في سوق المخدرات إلى إغلاق الحانات لأبوابها مع حلول الشهر الفضيل، ولوجود نقص في تزويد الأسواق بالمخدرات·