كشفت مصادر عليمة ل ''الجزائرنيوز'' أن عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال تعمل هذه الأيام كل ما في وسعها لإثارة البلبلة بين سكان منطقة القبائل ومختلف مصالح قوات الأمن بمن فيهم قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الدرك الوطني محاولة منها إعادة سيناريو 2001 المعروف بالربيع الأسود· وهذا بانتهاجها لسياسة جديدة تتمثل في إضرام النيران ببعض غابات منطقة القبائل محاولة منهم اغتنام فرصة ارتفاع درجة الحرارة وكذا الغضب الشعبي في أوساط سكان منطقة القبائل بسبب كثرة الحرائق التي نشبت في المنطقة، وهذا لمحاولة تغليطهم بأن قوات الأمن هي من تقوم بإضرام هذه النيران، وكذا محاولة تغليط الرأي العام على ردود أفعال سكان منطقة القبائل خلال الأيام الأخيرة الذين خرجوا عن صمتهم والوقوف في وجه الإرهابيين، منددين بعمليات الابتزاز والاختطافات التي تنفذها العناصر الإرهابية، حيث يقومون بطردهم من القرى والمداشر مثلما حدث ليلة الجمعة المنصرمة في قرية بومهني، حيث خرج العشرات من السكان وقاموا بطرد الإرهابيين وأحبطوا عملية ابتزاز، والشيء نفسه شهدته بلدية واسيف، حيث شن التجار إضرابا عاما عن العمل منددين بالأعمال الإرهابية، حيث أحبطوا محاولة اختطاف تاجر من آيث تودارث من طرف ثلاثة عناصر إرهابية· وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن أمير ما يسمى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبد الملك درودكال المدعو أبو مصعب عبد الودود هو من أمر أتباعه بأن يقوموا بإشعال النيران في منطقة القبائل بعدما فشلوا في تجنيد سكان هذه المنطقة في شبكات الدعم والإسناد ما جعلهم يعيشون عزلة تامة ويواجهون صعوبات حادة في التمويل بالأغذية والمعلومات لاسيما مع المخطط الأمني الجديد المطبق في ولاية تيزي وزو والذي وضع الخناق على تحركات العناصر الإرهابية، وقد اعتمد درودكال على منطقة القبائل نظرا لأهميتها الكبيرة في الجانب السياسي، حيث يرغب في استغلال مواقف سكان القبائل خدمة لأغراض السلفية· وحسب المصدر ذاته، فإن الغابات التي يتعمد الإرهابيون على إضرام النيران فيها هي الغابات التي لا يستخدمونها كمأوى لهم، وبصفة خاصة هي الغابات التي تتوفر على الأشجار المثمرة والتي تتواجد بالقرب من السكنات على مستوى القرى والمداشر· وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن العناصر الإرهابية التي أشعلت هذه النيران يظهرون بزي الجيش الوطني الشعبي أو الحرس البلدي لتمويه السكان، مثلما حدث منذ عشرة أيام في غابات عين الحمام، حيث أكد شهود عيان أن ثلاثة عناصر إرهابية كانوا بهيئة الجيش الوطني الشعبي قاموا بإشعال النيران بالقرب من الطريق علنا وباستخدام مادة البنزين، حيث تعمّدوا في إثارة انتباه المارة لتغليطهم، لكن السكان شاهدوهم بعدما انتهائهم من العملية يسلكون الوجهة المؤدية إلى غابات عين الحمام المعروفة بأنها من أهم المعاقل التي يتخذها الإرهابيون ملجأ لهم، وهو ما تم تسجيله كذلك على مستوى غابات إيعكوران المحاذية للمجمع السكاني، حيث تشير المعلومات التي استقيناها من مصادر عليمة أن إرهابيين كانا بهيئة الحرس البلدي حاولا إشعال النيران لكنهما لاذا بالفرار إلى داخل الغابات عندما ظهرت في المنطقة شاحنات لقوات الجيش الوطني الشعبي التي كانت بصدد القيام بعمليات تمشيط في المنطقة، كما تهدف عمليات إضرام النيران الإجرامية إلى إعاقة تقدم عمليات التمشيط التي تقوم بها وحدات الجيش بالمنطقة·