قبل المغادرة، مصطفى كاتب ترك لي في تونس نصا لمحمود دياب بعنوان ''باب الفتون'' مهمتي كانت أن أجعل منه عرضا مسرحيا بالعربية الدارجة · كان قد غادر المسرح الوطني بينما كنت في عز العمل بل كنت قد شارفت على إنهائه، إنه عملي الأخير مع كاتب مصطفى، الطاهر لعميري خلف كاتب في منصب مدير سن ة ,1974 العرض المسرحي تم إخراجه من قبل سليم رياض، كانت المرة الأولى التي يقوم فيها مخرج سينمائي بإخراج عرض مسرحي· علي أن أعترف أنه وابتداء من هذه المرحلة، نهاية 73 بداية 74 ومع رحيل مصطفى كاتب بدأت الأشياء··· تتغير، الحقل المسرحي بدأ يفتقر، ولكي أكون صريحا ولا أدري إن كان ذلك نتيجة مباشرة لمغادرة كاتب مصطفى· كانت هناك الكثير من الشائعات آنذاك، كان الحديث عن اختلاف مع وزارة الثقافة، وحكاية مع المطربة وردة الجزائرية التي كانت ستغني··· في الحقيقة لم يكن أحد يعرف الخلفيات الحقيقية لرحيله· بالنسبة لنا، الممثلين وخاصة الشباب منا كنا بعيدين عن كل هذا، لم نكن نتعاطى السياسة لتفادي أن نقع في الانحياز لموقف على حساب آخر· رحيل كاتب مصطفى كان له تداعيات، الكثير من الأشخاص تبعوه مثل علال المحب، رويشد، سيد علي كويرات، سيد أحمد أقومي بالنسبة له كان في المغرب لعرض مسرحية ''يوميات مجنون''· في تلك الفترة وعكس المسرح كانت السينما الجزائرية تعرف عهدها الذهبي، مخرجون كأحمد رويشد، لخضر حامينا كانوا يبحثون عن ممثليهم في المسرح· الناس ينسون في الكثير من المرات أن نجوما مثل: أقومي، رويشد وكويرات جاءوا من المسرح· كان بمقدوري أن أكون من بينهم ولكن لم يكن لدي الوقت، كنت أمثل، أكتب وأقتبس·· ولكن هذا لم يمنعني من اللعب في ''السبيل'' لسليم رياض، مثلت أيضا في ''سنعود'' في 1972 السيناريو كان من تأليف أنا فرانكو أين كان لي دور البطولة· كان لي ظهور أيضا على شاشة التلفزيون· لم أشارك في الكثير من الأفلام السينمائية ولكن القليل منها كان من أكبر الأفلام وكذا ملتزمة جدا سياسيا· بعد باب الفتون التي أعطاني إياها مصطفى كاتب رحمه الله، قمنا بإخراج عرض ''بوحدبة'' وهو اقتباس من'' ََُِّّّق مٌ'' مع سيساني والحاج اسماعيل· كنت قد تقمصت دور ''لعرج'' وكانت من إخراج محمد التوري· في 1974 كتب أول إبداع لي، مسرحيتي الأولى· كنت قد عنونتها حسنة وحسان· رواية··· وتزامن ذلك مع قرار الوزارة المركزية المسارح وإنشاء المسارح الجهوية مع المسرح الجهوي لعنابة وقسنطينة حيث عين سيد أحمد أقومي مديرا له·